الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوجيه السليم للمراهق بخصوص مرحلة البلوغ

السؤال

السلام عليكم.

لدي ابن أتم 12 عاما، سؤالي عن البلوغ والاحتلام كيف أعرفه؟ وكيف أتكلم معه عن التوجيه السليم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدأ سنّ البلوغ لدى الذكور خلال عمر عشر سنوات إلى 14 سنة، ويستمر لحوالي ثلاث سنوات، ومن الجدير ذكره أنّ ذلك قد يختلف من شخصٍ لآخر، لذلك لا داعٍي للقلق إذا لاحظ الأهل بلوغ طفلهم قبل أقرانه أو بعد ذلك، وبالنّسبة للذكور، ففي الحقيقة لا توجد علامة مُحدّدة أو حدث مُعين يُثبت بلوغ الشخص، حيثُ توجد العديد من العلامات التي تُعطي مؤشرًا على ذلك، وعليه يُمكن القول بأنّ سنّ البلوغ يُصاحبه حدوث بعض التغيّرات التي يُمكن اعتبارُها أمرًا طبيعيًّا، ويتضمّن ذلك نمو الجسم وزيادة حجمه، واكتساب المزيد من الوزن، وحدوث تغيّرات في شعر الجسم تتضمّن زيادة نموّه، وتطوّر الأعضاء التناسلية والأثداء، وتغيّر صوت الشخص، وزيادة نمو شعر الجسم.

أما عن طريقة التعامل مع ابنك الذي على أعتاب مرحلة البلوغ، نشير عليك بما يلي:

- عند تعاملك مع ابنك لا تفترض أنه أصبح رجلاً عاقلاً، فهذه من الأخطاء التي يرتكبها بعض الأهل، فالابن أو البنت في هذه المرحلة هم ما زالوا أطفالاً ولكنهم دخلوا مرحلة نمائية تؤهلهم لمرحلة أكثر تقدماً وهي الشباب، لذا سوف تلاحظ على ابنك أنه ما زال يحب لعب الأطفال رغم أن عمره 12 سنة أو أكثر، فهو لم ينمُ دماغه بالشكل الكافي ليعي أنه يمر بمرحلة تختلف عن سابقاتها، لذا لا تستغرب من سلوكياته وبنفس الوقت لا تطالبه بأن يكون رجلاً كاملاً، بل اعمل على توجيهه بلطف مع مراقبة غير مباشرة، لتمر هذه المرحلة بسلام.

- لا بد من الاستماع الجيد لابنك، وبشكل عام الآباء يعانون من قلة التواصل الفعال مع أبنائهم في بدء مرحلة المراهقة، فهم يستمعون لمدة دقيقة أو دقيقتين فقط قبل أن يقرروا ما هي المشكلة، ثم يبدؤون في طرح الحلول، ولكن الأبناء ومنذ سن مبكرة وصولا للمراهقة يحتاجون إلى من يستمع إليهم دون حكم أو محاولة تقديم حلول.

- في هذه المرحلة الحرجة عليك أن تكون أقرب ما يكون لابنك، ولا تتجنب الأحاديث المهمة معه، كالتحدث عن الجنس بطريقة تربوية تثقيفية؛ لأنك إذا لم تقدم له المعلومات الصحيحة، لربما يلجأ إلى طرق أخرى للحصول عليها من الانترنت أو أصحابه.

- اجلس مع ابنك من حين لآخر وقم بتثقيفه وتوعيته بشكل يفهمه ويتفق مع قدراته العقلية، ابدأ معه من أن الطفل يكبر ويدخل مرحلة المراهقة، فتظهر عليه أعراض مثل: خشونة الصوت، ونمو الشعر، وقد يشعر أن هناك سوائل تنزل منه من مكان البول (المني والمذي) وتوضح له الفرق بينهما، وأن ذلك قد يتكرر أكثر من مرة، وهذا يدل على أنك كبرت، وبلغت سن التكليف، وتوضح له كيف يتعامل معهما من ناحية الطهارة، بهذه الطريقة أنت تفتح المجال لابنك لكي يصارحك بمشاعره وما يحدث معه في تلك المرحلة.

- اصطحب ابنك إلى مجالس الرجال، وعلمه السلوكيات الصحيحة عند آداب الحديث واحترام الكبير، والعادات والتقاليد في مجتمعك، ولا تغفل عنه، ووجهه بطريقة لطيفة؛ لأنه يكون حساسا أكثر مما كان عليه الحال في السابق.

- انتبه لأصحاب ابنك، وتعرف عليهم، واعرف ابناء من يكونون، ووجه ابنك للصحبة الحسنة.

- احرص على تعليمه شرائع الدين وأصول العبادات، وما يجب، وما لا يجب، ومن المهم في هذه المرحلة  أن تفرق بين أبنائك وبناتك في مكان النوم، بحيث لا ينام الأبناء والبنات في نفس المكان، وأن تفرق بين الأبناء في المضجع الواحد، فلا ينامون في فراش واحد إذا كان أحدهم قد وصل إلى عمر العاشرة، واحرص كل الحرص ألا تترك ابنك مع اخته لوحدهما في البيت، بل احرص أن يكون معهما أخ أو أخت أكبر سناً منهما، والأفضل أن تكون أنت أو الأم متواجدين.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم في المضاجع))؛ رواه أحمد وأبو داود.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً