الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الانطواء والعزلة والرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتى عانى من العادة السرية لأربع سنوات، ثم أقلعت عنها والحمد لله، ولكنها سببت لي انطواء، وهذا الانطواء سبب لي مشاكل نفسية، كالخوف، والشعور بعدم الراحة في الاجتماعات، ولا أستطيع أن أعبر عن رأيي ولو كان من معي مخطئين، وخوفي الأكبر من التجمع، أشعر وكأن هناك شيئا مطلوبا مني وأنا لا أفعله، أجلس وكأنني أخرس مع الناس، وتتفاقم الحالة كلما زاد العدد أو كان هناك نساء أو فتيات، وأشعر أنني مكروه غير مرغوب في، وقد حاولت أن أخرج من هذه الحالات ونجحت بضع مرات ولكن أعود!

وأنا أعلم أن هذا ناتج عن العزلة وعن جلد الذات والرهاب الاجتماعي وغيره، ولكن لا أعرف ماذا أفعل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني العزيز: الحالات النفسية التي ذكرتها يفترض أن تكون قلت بدرجة كبيرة بعد توقفك عن ممارسة العادة السرية، لأن من آثارها السلبية الانطوائية وضعف الثقة بالنفس، فالدماغ يكون منشغلاً بالجانب الجنسي، فبقاء هذه الحالات عندك يعني أنك لم توجد بدائل تنمي فيها شخصيتك بعد إقلاعك عن ممارسة العادة السرية.

لذا أنصحك باتباع الإرشادات الآتية:
- تحدث مع ذاتك بشكل داخلي، من خلال طرح أسئلة مثل: ما هو الأمر الذي يستدعي كل هذا الخوف؟ هل الموقف مخيف ومقلق لهذه الدرجة؟ وهل ردود فعلي بحجم الموقف المخيف؟

-  احصل على قسط وافر من النوم في الليل، وابتعد عن السهر وقلل من المنبهات مثل القهوة والشاي.

- عندما تخاف من موقف ما حاول أن تسترخِ أو تكون هادئ، فبذلك تكون قد استخدمت استجابة تتناقض مع الخوف، والاسترخاء يخفف من التوتر بالتدريج، وفكر كيف أنت عليك أن تتصرف لا أن تفكر في ردة فعل الطرف الآخر.

- بالنسبة للكلام مع الآخرين، احرص على أن تنظر في أعين الآخرين وترد تحيتهم، أو بادر أنت بالترحيب وإلقاء التحية.

- إذا تعرضت بالفعل لأحد المواقف المحرجة، تذكّر أنك ستتجاوز ما تشعر به، وستنجح في التعامل مع ذلك، فالأشخاص المحيطون بك لا يلاحظون أو لا يهتمون كثيرًا كما تظن.

- اصغ جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعه، وتوصيلك  للفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة.

- أثناء اصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله واحرص على التواصل بصرياً معه، واعمل على تلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم، وعليك أن تعرف اهتمامات المجموعة التي تجلس معها.

- تكون ثقيلاً، أو غير مرغوب فيك في الحالات التالية: إذا اصطحبك صديقك للجلوس مع أشخاص لا تعرفهم ولا تستطع الاندماج معهم، أو أنك لا تستطع مجاراة الآخرين بأحاديثهم، أو اصرارك على التواجد في مكان والآخرين لا يرغبون بوجودك معهم الآن.

وللتخلص من هذه الصفة، عليك التفكير مطولاً قبل اتخاذ القرار بزيارة الناس أو الحديث أو الجلوس معهم، وعليك تجنب المواقف التي تقلل من شأنك ونظرتك لذاتك.

- عندما تتكلم، نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر إلا بعدما تشعر  أن الموضوع الأول قد انتهى فعلاً.

- للاسترسال بالحديث، عليك التحدث بشيء يهم من يجلس معك، ولا تكتفي بالإجابة بكلمة واحدة إذا كان السؤال يتطلب منك الإسهاب والشرح، فالاختصار يوحي للطرف الآخر أنك لا تريد الحديث معه أو أنك شخص غير اجتماعي؛ مما يجعله يتجنب الحديث معك ثانية.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً