الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل السبرالكس يزيد نبضات القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تعرضت في بداية العام لضغط عصبي، دخل والدي المستشفى، وتوفاه الله، ومنذ ذلك الوقت حياتي تغيرت، فقد أصابتني ضربات قلب زائدة أو غير منضبطة، ذهبت لدكاترة القلب، وطمأنوني، ولكن يحدث كثيرا عند التفكير أو سماع خبر غير سار، سواء بوفاة أحد أو بمرض أحد.

ينتابني شعور غير جيد، وأحس أن رأسي يسخن، وضربات قلبي في زيادة، ورجلي خفيفة، وهذا أمر سيء جداً غير لي حياتي، لا أدري ماذا أفعل؟ أصبحت في حالة قلق مستمر، وأفكر في كل من حولي، وأفكر بالحياة والممات.

أصلي وأذكر الله كثيرا والحمد لله، وأحاول الدوام على الذكر والاستغفار، نصحني بعض الأطباء بدواء سيبرالكس، وقال لي البعض: إنه لا داعي له؛ لأنه يزيد من ضربات القلب، وضربات القلب عندي منخفضة، أسألكم النصيحة، زادكم الله من علمه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك ولجميع موتى المسلمين.

حالتك إن شاء الله حالة بسيطة جدًّا، الذي حدث لك بالفعل هو نوع من قلق المخاوف، ربما يكون صورة من صور التعبير عن أحزانك، أحيانًا تحدث تغيرات فسيولوجية في الجهاز العصبي اللاإرادي بعد الأحزان وكُرب الحياة، ونشاط هذا الجهاز يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب نتيجة للإفراز الزائد لمادة الأدرينالين، وهذا قطعًا يؤدي إلى الخوف والتوترات. وربما يكون أصلاً لديك قابلية للقلق في بعض مواقف معينة، لكنك لست مريضًا هذه مجرد ظاهرة، وليس أكثر من ذلك، وأنا أنصحك بأشياء أساسية:

أولاً: يجب أن تقتنع أن هذه الحالة حالة بسيطة وليس لها علاقة بأمراض القلب.

ثانيًا: أريدك أن تعتمد اعتمادًا كبيرًا على رياضة المشي، الرياضة مهمة جدًّا في مثل هذه الأحوال، تُشعرك إن شاء الله تعالى بالاسترخاء، تُشعرك بالطمأنينة الداخلية النفيسة، وفوق ذلك هي تقوي نفسك وجسدك أيضًا، فاحرص على الرياضة، المشي أو غيره، لكن المشي قد يكون أفضل.

ثالثًا: عليك أن تُحسن إدارة وقتك، وأن تتواصل اجتماعيًّا، لا تتخلف عن أي واجب اجتماعي، رفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، حاول أن تكون مُبدعًا مُتقنًا لعملك، هذا أيضًا فيه خير كثير، ويجعلك تشعر بالرضا.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك: نعم السبرالكس دواء رائع، ويوجد أيضًا دواء مثيل له يُسمَّى (سيرترالين) أو ما يُعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لوسترال)، لكن السبرالكس دواء نقي، دواء طيب، دواء فاعل، وعلى العكس هو من أسلم الأدوية بالنسبة لمرضى القلب، والحمد لله أنت لست بمريض قلب، ولا يؤثّر على نبضات قلبك، ولا أعتقد أنك تحتاج له بالجرعة الكبيرة، تحتاج له بجرعة صغيرة.

السبرالكس يأتي في حبة عيار عشرة مليجرام وأخرى عيار عشرين مليجرامًا، تحصّل على الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، ابدأ بتناول نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

السبرالكس بهذه الجرعة لا أعتقد أنه سوف يُسبب آثار جانبية، ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، وبالنسبة للمتزوجين أيضًا ربما يُؤخّر قليلاً القذف المنوي عند الجماع، لكنّه لا يؤثّرُ أبدًا على الصحة الذكورية أو الإنجابية عند الرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً