الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عصاب القلب وأحتاج إلى إرشاد نفسي

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة تمريض سنة ثانية، منذ صغري وأنا أتعرض للتنمر، ومررت بظروف صعبة، منذ عامين بدأت تظهر مشاكل كثيرة تشابه أعراض مرض القلب، وبعد القيام بالعديد من الفحوصات تبين أن حالتي الصحية جيدة، ولكني أعاني من عصاب القلب وأحتاج إلى إرشاد نفسي، لكن لم أستطع الذهاب، كنت أعاني كثيرا لكن الآن بعد ممارسة الرياضة، والمداومة على قراءة القرآن خفت الأعراض، لكن في بعض الأحيان تزداد، كيف يمكنني معالجته بشكل كامل بدون اللجوء إلى أحد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ N. H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

بالنسبة لما وصفته بأنها أعراض تُشابه أعراض مرض القلب؛ أعتقد أنك تقصدين أنه لديك قلق مخاوف أو نوبات هرع أو فزع حدثت لك، وأصبحت تحسين بكتمة في الصدر وتسارع في ضربات القلب، أعتقد أن هذا هو المقصود، وهذه بالفعل حالات نفسية بسيطة، لا علاقة لها بأمراض القلب أبدًا.

بالنسبة لما تعرضت إليه من تنمُّرٍ في الصِّغر: هذه تجارب حتى وإن كانت سلبية يجب أن يُستفاد منها لأن تعيشي حاضرك بقوة، ودائمًا نحن نقول: إن الماضي ضعيف، والحاضر أقوى، وقوة الآن تحسِّن الدافعية عند الإنسان ليكون مستبصرًا، ويبني مستقبلاً مشرقًا إن شاء الله تعالى.

أنت الآن -ما شاء الله- طالبة تمريض، وهذه مهنة كريمة، مهنة فيها الكثير من الخير، مهنة إنسانية ولا شك في ذلك، مهنة إنسانية ولا شك في ذلك. ركّزي على دراستك، وعلى التدريب العملي، فهو مهمٌّ جدًّا، وأحسني إدارة وقتك، وكوني إيجابية في تفكيرك ومشاعرك وأفعالك.

وممارسة الرياضة طبعًا ممتازة جدًّا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، كأعراض القلق والتوتر التي تؤدي إلى خفقان أو نغزات في الصدر أو شعور بضيق التنفس. فواصلي الرياضة، وقطعًا أنت محافظة على صلاتك وقراءة القرآن والأذكار، هذا كله فيه خيرٌ كثير وكثير لك.

ويمكن أن تتناولي علاجًا بسيطًا مضادًا للقلق، هناك دواء يُسمَّى (ديناكسيت) يمكن أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم تتوقفي عن تناوله.

لا بد أيضًا أن تنخرطي في تمارين الاسترخاء، تمارين الشهيق والزفير بقوة وبطء وتأمُّل وتدبُّر إيجابي واستغراق ذهني سليم، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، فتدربي على هذه التمارين، وتوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين بالصورة السليمة والصحيحة والمفيدة، فأرجو أن تحرصي على ذلك.

إذًا: ممارسة الرياضة مع التمارين الاسترخائية، وحسن إدارة الوقت والتفكير الإيجابي والتطوير التعلمي والحرص على أن تتخرجي بدرجاتٍ عالية، وتكوني متواصلة اجتماعيًّا، بارَّةً بوالديك، أعتقد أن هذا سيجعل حياتك النفسية تتطور بصورة إيجابية جدًّا، والدواء الذي وصفته لك هو مجرد مضاد للقلق بسيط، وأعرفُ أنه سيكون مفيدًا لك جدًّا، ويسهّل عليك التطبيقات التأهيلية التي تحدثنا عنها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً