الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل جلسات العلاج السلوكي المعرفي تعالج الخوف نهائيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 17 سنة، كنت أعاني من نوبات الهلع والخوف من الموت، وكنت أعاني من سرعة دقات القلب وخفقان وضيق تنفس، وتعالجت بالعلاج السلوكي المعرفي في ثلاث جلسات، فتحسنت كثيرا.

بعد سنة رجع الخوف والهلع، فصرت أخاف من الخروج من المنزل، فلا أخرج مع أصدقائي، فراجعت الطبيب النفسي، والآن أتعالج بالعلاج السلوكي المعرفي، وصلت لخمس جلسات ولم أتحسن كثيرا كما السابق، أخاف من الأدوية، فهل أواصل العلاج السلوكي المعرفي؟ ماذا أفعل؟

شكرا، ووفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

نوبات الهرع والهلع والخوف والوساوس كثيرة في مثل عمرك، و-إن شاء الله تعالى- هي عارضة ومؤقتة.

الخوف من الموت يجب أن يكون خوفًا شرعيًّا وليس خوفًا مرضيًّا، الخوف المرضي لا فائدة فيه، الإنسان يجب أن يُحقّره، والإنسان يعلم أن الأعمار بيد الله، وأن الموت لا مفر منه، {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم}، وأن الموت آتٍ ولا شك في ذلك، {كل مَن عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة}، والخوف من الموت لا يُعجّل بالموت ولا يُؤخره، {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر}، {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.

والمسلم يجب أن يعيش الحياة بقوة، ويعيش الحياة بانشراح وبإقدام، تجتهد في دراستك، تمارس الرياضة، لأنها جزء أساسي في العلاج السلوكي، تمارس تمارين الاسترخاء، وأنا متأكد أن المختص النفسي الذي يقوم بالعلاج المعرفي قد دربك على هذه التمارين، هذه التمارين من أفضل الوسائل لإجهاض نوبات الهرع والهلع والفزع وما يُصاحبها من وسوسة.

اجعل حياتك حياة ناجحة، واجعلها حياة صحية، عليك بالنوم المبكّر بالليل، وحافظ على الصلاة في وقتها، واستيقظ مبكّرًا، صل الفجر في وقته مع الجماعة، وبعد ذلك استعد للذهاب إلى مرفقك الدراسي، ويمكن أن تدرس لفترة ساعة في الصباح، هذه البدايات المباركة لليوم تُشجع الإنسان وتحفزه من أجل المزيد من الإنجازات والنجاح -بإذن الله تعالى-.

هذه هي النصائح، واستمر على العلاج السلوكي المعرفي، وإن عرض عليك الطبيب جرعة بسيطة من الدواء لا ترفضها، لأن الجانب البيولوجي في هذه الحالات أيضًا مهم، عقار مثل الـ (سبرالكس) مثلاً، والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام) لو تناولته بجرعة صغيرة جدًّا، تبدأ بنصف حبة (خمسة مليجرامات) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة يوميًا – أي عشرة مليجرامات – لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

دائمًا العلاج الدوائي يُعتبر علاجًا تدعيميًا للعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي أيضًا يُعتبر علاجًا تدعيميًا للعلاج الدوائي، هذه هي الطريقة العلمية الصحيحة والرصينة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً