الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التفكير الدائم بأني سأجن.. كيف أتخلص من هذا التفكير؟

السؤال

عمري 16سنة، أنا فتاة متفوقة في دراستي، وفي كل عام تكون نتيجتي في التسعينات، أعاني في الوقت الحالي من خوف شديد، أخاف أن أصاب بالجنون، مع العلم أن تصرفاتي طبيعية جدا، ولكنني لا أستطيع منع عقلي من التفكير المستمر بهذا الموضوع، في بعض الأوقات أنهمر بالبكاء، وأشعر بالضيق الشديد في صدري قبل أن أخاف من الجنون.

مرت علي أوقات كنت أخاف فيها من الموت، أو من المرض كمرض السرطان، ولكن -الحمد لله- تخطيت هذه المراحل، والآن أنا عالقة في هذا التفكير، حاولت كثيرا لكنني لا أستطيع، فلقد سئمت حقا من التفكير.

لا أحد يعلم من أسرتي بهذا الموضوع أبدًا، أرجوكم أخبروني ماذا علي أن أفعل لكي أتخلص من هذا التفكير؟ فلقد تعبت حقا، أتمنى التفكير في أمور جميلة تليق بعمري، ولكنني لا أستطيع أبدا، عندما أستيقظ صباحا أقول إنني قوية، وسوف أتخطى هذا، لكني بعد ساعة أو ساعتين أستسلم، وتبدأ الأفكار تراودني وأحيانا أبكي من هذه الأفكار.

لقد وثقت فيكم، فأرجوكم صارحوني ماذا أفعل كي أعود إلى حياتي الطبيعية؟ أتمنى أن تكون هناك طرق للتخلص من هذه الأفكار لوحدي، وإذا لزم الأمر، فأخبروني كي أتحدث مع والدتي بخصوص إذا كان هناك أدوية، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك أيتها الأميرة سارة، نشكر لك ثقتك بنا.

بنيتي: إن ما تعانينه يندرج تحت ما يسمى الأفكار الوسواسية، والتي تعني استحواذ فكرة معينة على الشخص، والسيطرة على تفكيره دون استطاعة هذا الشخص التخلص منها، رغم إدراكه بأن هذه الأفكار مبالغ بها.

حتى الآن لم يستطع العلماء تحديد سبب واحد ومباشر للوسواس القهري، ولكن أرجعوها إلى مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية التي قد تكون سبباً في ذلك، كالاستعداد الوراثي، أو إلى أسباب لها علاقة بالمخ، فقد يوجد نشاط زائد في الدماغ أو التعرض لصدمة نتيجة موت شخص قريب، أو تغيرات ومشكلات في المدرسة أو في المحيطين.

علاج الأمر يتمثل ببعض النصائح التي إنّ اتبعتها ستتخلصين منه بإذن الله تعالى.

* حاولي أن توقفي هذه الأفكار عندما تهاجمك، وإياك أن تسترسلي بها؛ لأن الاستمرار في ذلك يفاقمها، ويسبب لك الحزن والضيق، وكما أُشير عليك أن عليك أن تقومي من مكانك وتقومي بأيّ عمل، أو شيء يصرف تفكيرك عما يدور في عقلك من أفكار ملحة، كأن تتحدثي مع أحد من أهلك أو القيام بعمل يستلزم التركيز به.

* من المهم جداً أن تدركي أن هذه الأفكار ما هي إلا أفكار وسواسية سخيفة جداً ومتطفلة، لا تسمحي لها بأن تستحوذ على تفكيرك، ورددي ذلك على مسامعك كلما ألحت عليك مثل هذه الأفكار، فذلك يساعدك كثيراً على مقاومتها، وتتولد لديك قوة المراقبة في الداخل، لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مرضي.

* فرغي طاقتك في الأمور الإيجابية، ومارسي التمارين الرياضية بانتظام، ومارسي الهوايات والأنشطة المحببة لديك، فذلك يساعدك على تفريغ طاقتك كالهوايات والأنشطة الترفيهية.

* ممارسة الرياضة تحد من مشاعر القلق والتوتر، فواظبي عليها.

* المطالعة تنشط حالتك الذهنية، وتجعل ذهنك منشغلاً عن الشرود والسرحان في عالم الوسواس، فهي تُحسن من الحالة النفسية وترفع من روحك المعنوية وتُعزز من قناعتك بإمكانية المعافاة.

* غاليتي: إخبار والدتك بما تعانينه أمر ضروري جداً، ولا داعي للخجل نهائياً، كما أنّ مجرد إخبارك مما يراودك من أفكار سيخفف ذلك، بالإضافة إلى أنها ستقوم بمساندتك، ولا بأس باستشارة طبيبة نفسية إن اضطر الأمر.

* داومي على أداء الصلاة، فهي نور الحياة والبصيرة.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والتميز في حياتك، ولا تنسي أنّ تُطمئنينا عنك يا سارة، ويمكنك معاودة الكتابة إلينا إن احتجت لذلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً