الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يبدأ مفعول الزولفت؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ مدة طويلة من الوسواس، حيث بدأ معي حينما أصبت بنوبة هلع عنيفة، فتطور الأمر وأصبح وسواسا.

وساوس كثيرة ومتنوعة مثل وسواس إيذاء الآخرين، وسواس الموت سابقا، وسواس الجنون والخوف الشديد من الإصابة بمرض عقلي مثل الفصام أو الذهان، في الحقيقة وساوس كثيرة لا أستطيع تذكرها.

ذهبت إلى طبيب مشهور ومعروف، فوصف لي دواء الزولفت جرعة 50 صباحا و50 مساء، وأخبرني أنه دواء ممتاز ورائع، لكني أتناوله منذ شهرين ولم أستفد، علما أنني أقاوم هذه الأفكار بقوة، وأشغل نفسي لكي لا أنشغل بها، فمتى يبدأ مفعول هذا الدواء؟ هل الخلل في الجرعة أو التوقيت؟ أكبر مخاوفي فقدان السيطرة والإصابة بمرض عقلي، انصحوني.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bilaljob حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري أو obsessive compulsive neurosis هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety)، ويتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهريّة متكررة، وكثيرا ما يتداخل الوسواس مع بعض الأمراض الأخرى مثل الخوف المرضي ونوبات الهلع.

والأشخاص المصابون بالوسواس القهري يكونون في الواقع مدركين لحقيقة تصرفاتهم الوسواسية أنها غير منطقية، إلا أن التصرفات الوسواسية تعتبر إلزامية للتخفيف من الضائقة التي يعيشون فيها، وقد يتمحور الوسواس القهري حول وسواس الخوف من الجراثيم والخوف المرضي، ولذلك نرى من يعاني من الوسواس يغسل يديه عشرات المرات خوفا من تلوثها.

وعلى الرغم من محاولات الشخص للتوقف عن تلك الأفعال إلا أن الأفكار الوسواسية تسيطر على الإنسان، وتسبب الكثير من الإزعاج، ومن الأسباب التي تؤدي إلى الوسواس القهري، بالإضافة إلى اضطراب مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ بعض العوامل البيولوجية والبيئية والوراثية.

وطرق العلاج تتمحور في العلاج المعرفي السلوكي Cognitive behavioral therapy، ويقوم به استشاري الطب النفسي من خلال عدة جلسات يتم فيها مناقشة الحالة مع المريض وردود أفعاله، ومناقشة السلوكيات المرتبطة بالمرض.

ومن بين الأدوية المناسبة في حالة الوسواس القهري السيرترالين (Sertraline) المعروف تجاريا باسم (الزولفوت - Zoloft)، ولذلك لا مانع من الاستمرار عليه ثلاثة شهور أخرى، ولا مانع من تناول حبوب البروزاك، بالإضافة إلى الزولفوت جرعة 20 مج في البداية لمدة شهر، ثم جرعة 40 مج لعدة شهور، ثم العودة إلى جرعة 20 جم، ثم التوقف عن الدواء.

ومن المعروف أن الوسواس القهري من أصعب الأمراض في العلاج، ولكن الاستمرار في تناول الدواء والتفكير المنطقي الإيجابي يساعد كثيرا في تجاوزالمرض.

ونؤكد دائما على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً