الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنعدام الرغبة في الدراسة وكره الجامعة.

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب جامعي، أسكن في شقة إيجار وحالتي المادية ليست جيدة، قبل سنتين أصبت بالقولون العصبي بعد تناولي طعام من مقهى الجامعة فتدهورت حالتي الصحية جدا، ونزل وزني بشكل سريع وكبير جدًا؛ لامتناعي عن الطعام.

في طفولتي كنت طالبًا مجتهدًا، متفوقا وشغوفاً جدًا لطلب العلم، وكنت أتابع الوثائقيات العلمية وعمري أقل من 10 سنوات، ولكني لم أكن ذكيا إنما مجتهد وطموح جدا، وما كانت عندي أية ألعاب، أو ملهيات لذلك كنت متفرغا للدراسة.

وكان هذا الشغف يقل عاما بعد عام، ومنذ أن دخلت الجامعة -قبل 3 سنوات- ودرجاتي في كل فصل أسوأ من الذي قبله، حتى وصلت اليوم إلى كره الدراسة والجامعة كرهاً شديدًا، وكرهت الطلاب والأساتذة.

أشعر بنفور غير طبيعي من كل شيء يخص الجامعة، وأصبحت أتغيب عن المحاضرات، وأرسب في المواد، أحس كأني دخلت التخصص الخطأ، مع أني كنت أميل إليه، وأشعر أنني سأبدع فيه؛ لأنني أحب مجال الكمبيوتر.

اليوم أحس وكأني فقدت الرغبة في الدراسة تماما، لا أستطيع تحمل الجلوس أمام الطاولة والمذاكرة، المشكلة أني مقتنع تماما أنه لا سبيل إلى الوظيفة المرموقة أو الحياة الكريمة إلا بالتخرج من الجامعة -بعد فضل الله-، وأعلم أنني سأتأخر في الزواج الذي أنتظره بفارغ الصبر فلا يمر يوم إلا وأنا أفكر بالزواج، وأعلم أني لن أجد مسكناً طيباً إلا بالوظيفة والتخرج من الجامعة.

ومع كل هذه القناعات والأهداف ومعرفتي بالمصير السيء الذي ينتظرني إذا لم أتدارك نفسي إلا أنني أشعر بنفور.

ملاحظة: لا أستطيع أبدا أبدا تغيير التخصص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: مشاعرك التي تصفها في رسالتك يمر بها معظم طلبة الجامعات وحتى المدارس، ولكن الفرق بين الطلبة أن البعض يستسلم للواقع السلبي ويبدأ يتراجع، بينما البعض الآخر يتغلب على نقاط ضعفه وأسباب تراجعه، ويبدأ هلى الفور بالنهوض من جديد عازم على النجاح والتفوق وإنهاء المرحلة الجامعية بنجاح، وإذا كانت ظروفك المعيشية والمادية صعبة، فأنت يجب أن تكون من الذين يجدون ويجتهدون لإنهاء دراستهم الجامعية بنجاح دون أي رسوب أو درجات منخفضة، ولقد أنهيت ثلاث سنوات من دراستك، بمعنى، لم يتبق لك شيء وتحصل على البكالوريوس.

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية المباشرة، التي تعينك بمشيئة الله في تحسين طرق دراستك، وبالتالي ارتفاع تحصيلك الدراسي:

- بداية عليك حصر جميع الأسباب والظروف المحتملة التي أوصلتك إلى هذه الحالة، واعمل على تحييدها من حياتك اليومية، ليس هذا وحسب، بل اعمل على استبدال الأسباب والظروف السلبية بظروف إيجابية، وهذا يكون من خلال البدء بالتغيير، تغيير المكان، العادات، الأشخاص الذين تتعامل معهم بشكل يومي، فهناك أشخاص يمدوك بطاقة سلبية بأفكارهم ومقترحاتهم وتقاعسهم، وابحث عن أشخاص أكثر حيوية وإيجابية يدفعوك نحو مستقبل متفائل مليء بخبرات النجاح والتفوق والفرص.

- إبدأ بدراسة المبحث الذي تحبه في تخصصك.

- غير من طريقة دراستك في الفهم والحفظ، فهذا سوف يشجعك ويحفز فيك الدافع للدراسة، فإذا كنت تدرس من خلال النظر بعينيك للمادة فقط، قم بكتابة ما تقرأ، فالكتابة تحفز على الانتباه والتركيز.

- لا تؤجل الدراسة والواجبات، بل أنجز كل ما هو مطلوب منك أولاً بأول فهذا سيثير فيك الالتزام والرغبة في التعلم.

- صمم برنامجاً لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.

- صمم قوائم تُبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة.

- اختر مكاناً ووقتاً مناسبين لبدء دراستك.

- في حالتك، ولمن هم على مقاعد الجامعات، لا تتبع طريقة "كم من الوقت" أستغرق في الدراسة، بل اتبع طريقة "إنجاز المهمة"tasks achievement، بداية عليك تحديد المطلوب منك، مثلا، وحدة التفاضل في الرياضيات، هنا تعامل مع المهمة التي عليك إنجازها وليس مع الوقت الذي عليك أن تنجزه، لأن المهم في عمرك هو الإنجاز بسبب تراكم المحاضرات.

- قم بتقسيم ثابت لليوم، واتبع روتين محدد لا تغيره لفترة، مثلا، تبدأ دراستك من الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة مساءً، بعد ذلك قم بزيادة ربع ساعة إلى أن تصل للساعة التاسعة، بذلك سوف تتغلب على مشكلة الوقت ولكن بإنجاز المطلوب منك من مهمات دراسية.

- استخدم طريقة الدراسة الموزعة وليست المكثفة، بمعنى لا تدرس ثلاث ساعات متواصلة، بل كل ساعة دراسة ارتح قليلا من ١٥-٢٠ دقيقة، بذلك سوف لن تشعر بالملل، على العكس سوف يزيد تركيزك وإنجازك.

- الربط والتوسع: ربط التعلم السابق بالتعلم اللاحق ففي المواد الدراسية غالبا ما تكون الوحدات يعتمد كل منها على الآخر، فأنت لا تستطيع تعلم قواعد اللغة العربية مثل المفعول فيه، والضمير المستتر، وأنت لا تعرف الفعل الماضي أو الفعل المضارع، ولا تستطيع فهم التفاضل والتكامل في الرياضيات، وأنت لا تجيد العمليات الحسابية الأساسية، لذا عليك ألا تهمل في دروسك وأن تراجعها أولاً بأول.

- من الاستراتيجيات العقلية التي تساعد على الفهم والاستيعاب استخدام استراتيجية "خارطة العلاقات الذهنية" semantic map. حيث يتم تطبيقها بتحليل الموضوع المراد دراسته إلى أجزاء من خلال رسم دائرة وكتابة المفهوم الرئيسي داخل الدائرة ومن ثم يتفرع من هذه الدائرة دوائر فرعية تحتوي على المفاهيم الفرعية وعلاقتها بالمفهوم الرئيسي ويقوم الطالب بفهم العلاقة بين المفهوم الرئيسي والأجزاء، مما يوصله إلى الحل القائم على الفهم والاستيعاب وليس على التعلم التلقيني أو الصّميّ.

- الانتهاء من الدراسة أولاً ثم ممارسة الهوايات المفضّلة، قراءة المادة الدراسية بإتقان وتركيز، ومراجعتها جيداً.

- اختر بعض الزملاء وراجع معهم المادة العلمية، فهذا سوف يشجعك ويوجد فيك حب التنافس.

- مارس الرياضة التي تحبها وخصص لذلك وقتا محددا ضمن الجدول اليومي.

- قلل من استخدام جميع مشتتات الذهن، وأهمها: (الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي، وتطبيقات للعب،...).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً