الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من العادة وأتوب لربي؟

السؤال

السلام عليكم..

منذ سبع سنوات وأنا أرتكب هذه العادة اللعينة، ثم أرجع وأتوب إلى الله، ولكن في بعض الأحيان تقودني هذه العادة إلى فعل معاصي أكبر وأبشع بكثير، حيث أني صليت وأنا على الجنابة مع أسرتي، وكنت أتقطع من داخلي، وأنا أفعل ذلك الفعل الملعون، مع أني أنوي التوبة.

لم أخبر والاّي خوفا من غضبهم، ولم أشعر بالذنب لأني لا أخشى غضب الله سبحانه.

حاولت التوبة من هذه العادة عدة مرات، وينتهي بي المطاف إلى الرجوع إلى هذه العادة، الله وحده أعلم بي، وأعلم بكم أنا مستاء من نفسي، وكم أنا نادم على هذا الفعل.

أطول مرة قاومت فيها هذه العادة هي شهر، ثم غلبتني نفسي بعدها، وأريد حلا قاطعا لكي أتوب توبة نصوحة، وأرجع إلى الله سبحانه وتعالى، فأنا أشعر بأن الله غاضب علي، لأني لم أتوقف بعد عن فعلها، ويعاقبني في أمور كثيرا في حياتي، حيث أصبت بالمرض، ومستقبلي على وشك الضياع، وغيرها من الأمور التي لا أستطيع ذكرها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يُحصِّن فرجك، ويُطهّر قلبك، ويكفيك بالحلال عن الحرام.

لا شك – أيها الحبيب – أن شعورك بعظم الذنب الذي فعلته من كونك صلَّيت على جنابة، وكونك تعصي والديك في ممارسة هذه العادة، شعورك هذا شعورٌ حسن، يدفعك إن شاء الله إلى التوبة والإقلاع عن هذه الأعمال، فيجب عليك أن تُبادر بالتوبة إلى الله تعالى من الصلاة بغير طهارة، فهي كبيرة من الكبائر، ولا شك أن غضب والديك لفعلك هذا الفعل إنما باعثُه مع كونه ممَّا حرَّمه الشرع على قول أكثر الفقهاء، يبعث عليه كذلك حرصهم على مصلحتك العاجلة والآجلة.

وما تجده – أيها الحبيب – في حياتك من ضيقٍ وضنك في الحياة وتعسُّرٍ لأمورك وإصابتك بمرض، كلُّ ذلك ممَّا ينبغي أن يدفعك للإقلاع عن هذه العادة القبيحة، وينبغي أن تُكثر القراءة حول ما كُتب عنها وعن آثارها السيئة، على بدنك وعلى عقلك وتأثيراتها المستقبلية عليك، وعندما تُقارن هذه المفاسد ستجد أنها لا تُساوي أبدًا اللذَّة القصيرة التي تُحصِّلْها بفعل هذه العادة.

والعقل الصحيح هو الذي يمنع الإنسان من إتيان ما يضرُّه. فنصيحتُنا لك أن تُجاهد نفسك للتخلُّص من هذه العادة باتخاذ التدابير التي ينصح بها الأطباء والعلماء الشرعيون للتخلص من هذه الآفة.

فينبغي أن تشغل وقتك، وألَّا تدع منه شيئًا فارغًا، وينبغي ألَّا تُكثر من الخلوة بنفسك، وأن تحاول تفريغ طاقتك بممارسة الرياضة البدنية، حتى إذا أتيت إلى فراشك أتيته وأنت مُرهق تريد النوم والراحة.

الزم الصحبة الصالحة، داوم على الصيام، صُنْ سمعك وبصرك عن المحرمات والمُهيِّجات.

إذا فعلت هذه الأدوات فإنها بإذن الله تعالى ستُعينُك على الإقلاع عن هذه العادة القبيحة.

نسأل الله تعالى أن ييسِّرَ لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً