الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من مضاعفات العادة السرية عدم القدرة على الحفظ والتذكر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنوات وقعت في خطأ ممارسة العادة السرية، واستمررت إلى أن هداني الله وقررت مواجهة نفسي والعلاج من هذا الإدمان بقدر المستطاع، وأنا مستمر في ذلك، كنت طالبا مجتهدا وذكيا، ولا أعاني صعوبة في الحفظ أو التذكر، ومنذ أن بدأت ممارستها تغير الحال، وبدأ مستواي الدراسي بالتراجع، وعدم قدرتي على الحفظ أو التذكر جيداً، وصعوبة في التركيز في أمرٍ ما، حتى ساءت حالتي جداً، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كثيرة.

عند ما قرأت وجدت بحوثا تقول إن العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية تسبب تلف الدماغ تدريجياً، فهل عند التوبة والرجوع إلى الله والتعافي من هذا الإدمان، هل ستستمر مشاكلي في الذاكرة، ويستمر التأثير؟ وهل يمكن أن يكون الله عز وجل قد وضع عقابا دون أن يكون هناك علاج عند التوبة والرجوع إليه؟

أرجو أن يكون هناك علاج لمشاكلي التي أعاني منها، لأنه كلما ساءت ذاكرتي ازدادت نفسيتي سوءاً، وأصبحت شخصاً محطماً من جميع النواحي، وقلت ثقتي بنفسي تدريجياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahab حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: مما لا شك فيه أن الدماغ يتأثر في حال تم تركيزه على جانب محدد من التفكير، ففي السابق كان تركيزك منصباً على العادة السرية والخيالات الجنسية، وهذه لها تأثيرات سلبية على الجانب الجنسي والنفسي بما في ذلك العمليات العقلية مثل:الذاكرة والانتباه والتمييز والحكم على الأشياء.

الذاكرة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية الانتباه، يتشتت انتباه مدمني العادة السرية لأنهم يحصرون الانتباه في خيالات جنسية ويعيشون في عالم افتراضي قائم على صور وأفلام لأشخاص يمارسون الجنس، بينما هم يفرغون طاقتهم الجنسية عن طريق العادة السرية وليس ممارسة الجنس كما أحله الله. هذا التشتت يضعف الذاكرة؛ لأن الشيء الذي لا ننتبه له لن نستطيع تذكره، وقوة الذاكرة مستمدة في الأساس من القدرة على الانتباه، فكلما كان هناك إدامة وتركيز للانتباه كان هناك تذكر وحفظ؛ وهذا بحد ذاته تدريب للدماغ لكي يخزن المعلومات بشكل أكبر، ولكن وفي حال توقف هذا التدريب فإن الذاكرة سوف تضعف وتقل قدرتها على حفظ المعلومات.

أنصحك -يا أخي- لاستعادة قوة الذاكرة عندك اتباع الاستراتيجيات العملية التالية:

- أكمل توقفك عن ممارسة العادة السرية، وما يزيد من ثباتك على ذلك أن تستبعد جميع الظروف والأماكن والوسائل التي يمكنها أن تضعفك لممارسة هذه العادة.

- نظم أفكارك في دماغك، فهذا هو مفتاح التذكر، ففكرة الذاكرة تشبه إلى حد بعيد نظام الحفظ في الكومبيوتر، فإذا أنت وضعت الملفات في مجلدات ووضعت لها عناوين، هذا سيسهل عليك عملية الحفظ والاسترجاع، وكذلك هو الحال بالنسبة للدماغ البشري، نظم معلوماتك وأفكارك وماذا سوف تعمل وما عليك من واجبات؛ سوف تجد أن حياتك أصبحت منظمة بشكل أفضل وبنسيان أقل.

- اتبع استراتيجية الانتباه الانتقائي select....ive attention: انتبه لما تسمع وتبصر من معلومات، وهنا لا بد لنا أن نركز انتباهنا على مثيرات محددة تهمنا وأن نستبعد المُثيرات والمشتتات الأخرى المحيطة.

- اختر سوراً من القرآن الكريم وابدأ بحفظها سماعياً عن طريق الهاتف النقال، وابدأ بالسور القصيرة فالأطول فالأطول، وعندما تبدأ ضع النسخة الورقية أمامك، وعندما تنتهي من حفظ سورة غيباً تأكد من ذلك. واعمل على تلاوة ما تقوم بحفظه من سور في صلاتك؛ هذا ينشط الذاكرة ويزيد من سعتها.

- اختر أكلاً صحياً يحتوي على البروتينات والفيتامينات والسكريات والألياف الغذائية والمعادن، وخذ قسطاً وافراً من النوم في الليل.

- لا تحاول إنجاز عدة مهام أو أعمال في نفس الوقت.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً