الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مدمن مشاهدة أفلام إباحية.

السؤال

السلام عليكم

زوجي يتحدث مع نفسه في الحمام بصوت عال وكأنه يتحدث مع شخص ما، وعند سؤاله ينكر ذلك، كما أنه مدمن مشاهدة أفلام ضرب الإباحية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى العافية لزوجك الكريم.

التحدث بصوتٍ عالٍ حين يكون الإنسان منفردًا كالتواجد داخل الحمام مثلاً، أو داخل الغرفة، هذا قد يكون نوعًا من حديث النفس الذي يجد فيه الإنسان نوعا من التفريغ النفسي الإيجابي، وهذا لا يُعدُّ مرضًا، لكنّها قطعًا هذه يجب أن يتوقف عنها الإنسان، بأن يُدرك أنها عادة ليست صحيحة ولا سليمة أبدًا، وأنا أقول لبعض الناس: قم بفتح التليفون من أجل أن تُسجّل هذا الكلام الذي يدور في نفسك وفي خُلدك وتتكلَّم عنه بصوتٍ عالٍ، وأعد استماعه، وهذا يُحسِّنُ كثيرًا من البصيرة عند الإنسان، ممَّا يجعله يتوقف عن هذه العادة.

الأمر الثاني: قد يكون هذا الكلام مع النفس استجابة لهلاوس سمعية، بمعنى أن الإنسان يسمع أصواتًا، هذه نجدها خاصة عند متعاطي المخدرات ومتعاطي الحشيش على وجه الخصوص. طبعًا أنا لا أتهم زوجك الكريم أبدًا بهذا الكلام، لكن أودُّ أن أقول لك أن هذه أحد الحالات التي يحدث فيها الكلام مع النفس بصوتٍ مرتفع.

طبعًا الإنسان إذا كان يستمع لأصواتٍ غير موجودة، هذا دليل على وجود مرض نفسي أساسي يستحق العلاج.

زوجك الكريم ذكرت أنه مدمن على مشاهدة أفلام الضرب والإباحية، طبعًا هذا أسوأ أنواع الأفلام الخلاعية، الذين يقومون بها هم من أشد الناس اضطرابًا في شخصياتهم، الشخصية السيكوباتية (Psychopathy)، والشخصية السَّادية (sadism)، والشخصية المازوخية/ الماسوشية (Masochism)، هؤلاء الذين يُؤدَّون هذه الأفلام أصلاً هم من المضطربين وغير المتوازنين، كما أن شفرة الفضيلة والأخلاق السامية لديهم ضعيفة جدًّا أو تكاد منعدمة جدًّا.

زوجك الكريم لا بد أن يتوقف عن هذا الأمر، هذا فيه خطورة كبيرة عليه جدًّا، وهذا إثمٌ كبير، ولا تسمحي لنفسك أن تطاوعيه في ذلك، وأرجو أن تساعديه، وأن ترشديه، وأن توجّهيه، ويا حبذا لو ذهب وقابل طبيبًا نفسيًّا؛ أيضًا سوف يُساعده كثيرًا حول هذا الأمر، ويستقصى منه عن الكلام وحده داخل الحمام.

زوجك الكريم أيضًا لو تواصل مع أحد المشايخ هذا فيه خيرٌ كثير له.
لا بد أن يقوم ببدائل في حياته: التواصل الاجتماعي الجيد، الصلاة في وقتها، ممارسة الرياضة. حاولي أن تُشجعيه مثلاً أن تكون لكما جلسات قرآنية مع بعضكم البعض، كل واحد مثلاً يقرأ صفحة صفحتين من كتاب الله، هذا يُنزل عليكم خيرًا وبركاتٍ كثيرة، ويؤدي إلى الاستقرار النفسي في داخل الأسرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً