الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني التفكير في أمور قد تبدو تافهة، لكنها تزعجني كثيرا، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

أعلم أن السؤال يبدو تافها، لكن أتعبني التفكير، أريد التخلص من بعض الأفكار لكن لا أستطيع، وهي تخيل حدوث انفجار منزل أو سيارة بعد أن سمعت قصة مشابهة مؤخرا، ولا أستطيع أن أنوي الوضوء والصلاة خشية انتقاضي للوضوء بسبب كثرة الغازات لدي، فهل من سبيل للتخلص منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الوكيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله يمن عليك بالصحة والسلامة، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:

- التخلص من أي أفكار متوهمة والتي لا حقيقة لها، يكون بالتجاهل لها وقطع التفكير فيها، وعدم الاهتمام بها، لأنها مجرد أوهام وتخيلات.

- كما أن عليك أن تقوي إيمانك بالله تعالى بطاعته وذكره، وأن تؤمن أنه لن يحدث لنا أي خير أو شر إلا بتقدير الله لنا وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وحافظ على صلاتك في وقتها، وأقرأ أذكار الصباح والمساء؛ لأنها فيها تحصين من كل سوء ومكروه، وعندما تخرج من البيت لا تنس دعاء الخروج من المنزل "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟". رواه أبو داود.

- ومن جانب آخر: الذي حدث لك مجرد تخيل ولا ينبغي أن تعطيه اهتماما ولا تلتفت إلى ما حدث من أحداث لأناس، لأنها لا يلزم أن تحدث لك، ولو ظل هذا التفكير عندك فإنك ستتوقف عن الذهاب إلى مصالحك ويصبح لديك وسواس يمنعك من الخير.

- مسألة الانتفاخ الذي يحدث لك فلعلك تأخذ بوصية الطبيب في علاجه، ولكن وجود الانتفاخ ليس مبررا مطلقا لترك الوضوء أو الصلاة، لأنه الخوف من خروج شيء من بطنك قبل أن يقع فعلا لا يكون سببا مقنعا لترك الوضوء والصلاة، لأن هذا الانتفاخ إن كان مجرد أصوات في البطن ولم يخرج منك شيء، فالوضوء مع وجودها صحيح ويمكن أن تصلي، وصلاتك صحيحة مقبولة -بإذن الله تعالى-، ولا ينتقض وضوؤك ولا تبطل الصلاة حتى تتيقن من خروج شيء من صوت أو ريح، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه، أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا". رواه مسلم.

قال الترمذي: وهو قول العلماء أن لا يجب عليه الوضوء إلا من حدث، يسمع صوتا أو يجد ريحا، وقال ابن المبارك: إذا شك في الحدث فإنه لا يجب عليه الوضوء حتى يستيقن استيقانا يقدر أن يحلف عليه.

كان الله في عونك.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور مراد القدسي (مستشار العلاقات الأسرية والتربوية)، وتليه إجابة الدكتور عبد الرحمن جرار (استشاري نفسي وتربية خاصة).
++++++++++++++++++++++++++++++

أولاً: أنصحك باتباع الخطوات العملية الآتية:

(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.

(ب‌) تخيل حدوث "الانفجار".

(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.

(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.

(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث) فأنت ستشعر ببعض القلق والخوف.

(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.

(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.

(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.

(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.

بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى "التحسس النفسي المفرط" لديك عن طريق إزالة القلق. ولكي تجعل العلاج مُكتملاً، فإن عليك الآن أن تفكر بهدوء، بالتصرف الصائب في ذلك الموقف وكيف تواجهه وأن تُخطط لذلك بهدوء وحكمة.

ثانياً: استبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، واطرح أسئلة على نفسك وقم بالجابة عنها، مثل:

ماذا سيحدث لو حدث الانفجار؟ الجواب: هذا يحدث في كل دول العالم، وهو شيء متوقع نتيجة لخطأ بشري معين.

ماذا علي أن أفعل؟ ابتعد عن المكان واتصل بالدفاع المدني.

بالنسبة لنقض الوضوء: أنت في عقلك فكرة تقول لك أن وضوءك انتقض، وهذه الأفكار الوسواسية تستحوذ أحياناً على تفكير الكثير منا، ولكن لا تربط بين أنك لا تريد الوضوء أو الصلاة نظراً لكثرة خروج الغازات منك، فهذا عذر غير مقبول، لذلك أنصحك بما يلي:

- إذا كان لديك غازات بشكل مبالغ به، يسبب لك الإحراج، وينتقض وضوؤك باستمرار، ربما يكون ذلك بسبب:

* بقايا الطعام في القولون.
* حدوث تغير في البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة.
* ضعف امتصاص الكربوهيدرات، والذي يمكن أن يتسبب في اختلال توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.
* الإمساك؛ وذلك نظرًا لأنه كلما زادت فترة بقاء مخلفات الطعام في القولون، زاد الوقت الذي تحتاجه للتخمُّر.

وللوقاية من فرط تكوُّن الغازات، فيما يلي بعض الإرشادات:

- تجنب تناول أطعمة معينة، تشمل الأطعمة الشائعة المسببة للغازات، مثل: البقوليات، والبازلاء، والعدس، والملفوف، والبصل، والبروكلي (القرنبيط الأخضر)، والقرنبيط، والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، والفطر، وبعض الفواكه، والمشروبات الغازية. حاول تجنب تناول طعام واحد في كل مرة لترى إن تحسنت الغازات لديك، وتحدد أي الأطعمة المسؤولة عن ذلك.

- إن بدا لك أن مشتقات الحليب تمثل مشكلة، فقد تكون مصابًا بدرجة ما من عدم تحمل اللاكتوز. انتبه إلى ما تأكل وجرب الأنواع منخفضة اللاكتوز أو الخالية من اللاكتوز.

-  قد تؤدي أنواع معينة من الكربوهيدرات غير القابلة للهضم والموجودة في الأطعمة الخالية من السكر إلى زيادة الغازات.

- تناول كمية أقل من الأطعمة الدهنية. تعمل الدهون على إبطاء عملية الهضم؛ مما يعطي للطعام وقتًا أطول للتخمر.

- قلِّل الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الألياف مؤقتًا. للألياف العديد من الفوائد، ولكن العديد من الأطعمة الغنية بالألياف تعد مصدرًا كبيرًا لإنتاج الغازات. وبعد مرور فترة من الوقت، أعد الألياف إلى نظامك الغذائي تدريجيًّا.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً