الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في حيرة من أمري.. هل أستمر مع خطيبي أم أتركه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا قد خطبت منذ شهر، وخطيبي أصغر مني بأشهر، هو شخص كريم وحسن السمعة، وهو من يشرف على عمل أبيه، يحب أمه وأخواته وحنون جدا، ولكنني لا أشعر بالارتياح كثيرا معها، لا أعلم إذا كان السبب متعلق بي أو به، هو كثير المزاح والضحك، ودائم التغزل بي حتى على الأمور الصغيرة، وهذا يعطيني انطباع أنه يكذب.

اتفقنا أن نلتزم بالصلاة، ولكنه يكذب علي ويخبرني أنه صلى، ولم أواجهه في هذا الأمر، أنا في حيرة من أمري، هل أكمل حياتي كلها مع شاب كهذا، وهل سيكون هذا الشاب مناسبا ليكون أبا لأطفالي؟

بالإضافة إلى ذلك أنا عشت مع عائلة متفككة ومليئة بالمشاكل النفسية من جهة أبي فقد كان شديد العصبية، أود أن أقول أن تربيتهم أثرت على تعاملي مع المشاكل في حياتي، وعلى نظرتي لنفسي ففي كثير من الأحيان أستهين في نفسي، أريد أن ترشدوني إلى كتب لكي أتعلم التعامل الصحيح مع المشاكل.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يُهيأ لك الخير، أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يكتب لك السعادة، ويُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن مواصفات الشاب المذكورة مواصفات عالية، خاصة ناحية بِرِّه بوالدته وأخواته، وكونه حنون، وأيضًا يُظهر لك الميل والحب، ويُبادلك الكلمات الجميلة، ولكن نتمنّى أولاً أن تنضبطوا في فترة الخطبة بالقواعد الشرعية، وأن تحرصوا على أن يكون التواصي بالسجود لربِّ البريَّة، فالصلاة مفتاح للفلاح وللنجاح لك وله.

ونحن لا نؤيد فكرة الرفض أو النفور الذي ليس له أسباب من قبلك، ويبدو أن الارتياح حصل والانشراح حصل، لكن بعد ذلك الممارسات التي تحدث منه وتجد منك النفور والضيق، وأرجو أيضًا ألَّا تتأثري بالواقع الذي تربيت عليه، ففعلاً إذا كان الوالد شديد العصبية وإذا كانت الأسرة فيها مشكلات فإن هذا يؤثّر على اختيارات الفتاة.

وعلى كل حال: نحن ندعوك إلى المزيد من السؤال عنه، فمن حقك أن تسألي، ومن حقه أن يبحث ويسأل، ولكن لا نؤيد الاستعجال بإنهاء هذه العلاقة، ولا مانع من أن تكوني عونًا له على الطاعة، ويكون لك عونًا على الطاعة، حتى تتداركوا جوانب التقصير، لأنه من النادر جدًّا أن يأتي شاب بطريقة مرتبة، يطرق الباب ويطلب يد الفتاة ويكون عنده المواصفات المذكورة، هذا نادر جدًّا، ولذلك نريدك ألَّا تفرطي في هذه العلاقة، ولكن لا مانع من ضبطها أولاً بالقواعد، بل المطلوب ضبطها أولاً بقواعد الشرع، ثم بعد ذلك لابد من أن تُدركي أنه من شاب ولا فتاة إلَّا وفيه إيجابيات وله سلبيات، فنحن بشر والنقص يُطاردُنا، فالواقعية مطلوبة، وقد يصعب على الفتاة أن تجد شابًّا بلا عيوب، كما أنه يصعب عليه أن يجد فتاة ليس فيها عيوب، ولذلك الميزان النبوي: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر).

عليه أرجو الاستمرار في العلاقة، مع ضبطها بالقواعد الشرعية، وإكمال جوانب النقص، مع السعي في الواقعية في تقبُّل الشخصية بالأشياء بما فيها من إيجابيات وبما فيها من سلبيات، بعد أن تتأكدوا من شرط الدِّين والطاعة لربِّ العالمين.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً