الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من توهمات وحالات خوف واضطراب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أشكركم على جهودكم وعلى تعبكم.

أخي أنا أعاني من توهمات وحالات خوف، واضطراب وشرود ذهني مستمر، وكأني في عالم آخر، وحوارات مع أشخاص.

تغيرات شخصية كأنها وسوسة، طبعاً حياتي تغيرت ولن أقول للأسوأ لكن أصبحت الشجارات تندلع بسهولة بالعائلة.

ذهبت إلى مشايخ وأطباء، والحمد لله أنا أفضل الآن لكن دائماً أتذكر أشياء لم تحصل، وأحلام لم تحصل كأحلام الأنبياء، فهل هذه وسوسة أم مرض معين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أنت وصفت حالتك بأنك تعاني من توهمات، وكلمة توهمات حقيقةً مهمّة جدًّا لدينا في الصحة النفسية، هل هي وساوس؟ هل هي شكوك وظنانيات؟ هل هي اضطراب أفكار؟ أشياء كثيرة تحت التوهمات، وأنت ذكرت أنه لديك خوف واضطراب وشرود ذهني، وهذا ناتج من القلق النفسي، كثير من حالات التوهمات إذا كانت وسواسية أو ظنانية أو شكوكية تكون مصحوبة بالقلق، وهذا طبعًا كله يؤدي إلى عدم الاستقرار في التركيز.

تغيُّرات الشخصية التي حدثت لك حقيقة لم توضحها، لكن بصفة عامة ألاحظ أنك غير مستقر، وأنك قلق، وأنا أنصحك حقيقة بأن تذهب وتقابل طبيب نفسي، احتمالية الوساوس الظنانية موجودة، وهذه تُعالج وتُعالج بصورة فعّالة جدًّا عن طريق تناول بعض الأدوية، ربما تحتاج لأحد الأدوية المضادة للوساوس، يُضاف له أحد الأدوية البسيطة المضادة للذهان.

هذه هي نصيحتي لك – أخي الكريم – وإن شاء الله تعالى الحالة تُعالج علاجًا كاملاً.

الأشياء التي وصفتها بأنها تحصل لك، أشياء كأنها أحلام أنبياء، هذه – أخي الكريم – قد تكون جزءًا من حالة التوهمات التي ذكرتها، وهذه قطعًا تستجيب استجابة ممتازة لأدوية مثل الـ (أولانزبين) أو الـ (رزبريادون) بجرعة صغيرة، يُضاف إليها أحد الأدوية المضادة للوساوس مثل الـ (بروزاك) أو الـ (زولفت)، وطبعًا تجاهل الأمر فيه فائدة كبيرة لك.

حاول أن تتجاهل هذه الظواهر بقدر المستطاع، وأن تشغل نفسك، وأن تتجنب الفراغ، أن يملأ الإنسان وقته بأشياء مفيدة قطعًا هذا يُقلِّصُ تمامًا فرص هذه الظواهر الغير طبيعية. أرجو أن تتكرّم وتتواصل معي بعد أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً