الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع خالاتي وأحل مشكلة جدتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوات أمي يطلبون منها أن تجلس مع جدتي لمدة أسبوع من الصباح إلى المساء، على أساس أنهم قد قسموا رعاية جدتي بينهم إلى أسبوع لكل واحدة منهن، ولكن المشكلة أنهم في الأساس يسكنون بجوار جدتي في نفس المنزل، أي خالتي تجلس في الطابق الذي فوقها، وكذلك خالتي الأخرى، وخالي أيضاً، أما أمي فتسكن في بلد آخر، وكذلك إخوتي الصغار يحتاجون أمي بجانبهم، فهم متعلقون بها، فأختي لا تذاكر إلا وأمي جالسة بجانبها؛ لأن أختي تعاني من مرض القلق والتوتر، وتأخذ أدوية للاكتئاب.

وكذلك أخي صغير، وبيتنا لا يتحمل هذا النمط من الحياة، فأنا أتألم عندما أرى أمي في حيرة فأريد أن أساعدها، فبيتنا به ظروف وأمي هي من تتحمل مسئولية المنزل؛ لأن أبي مسافر، ولم يأت منذ جائحة كورنا، علما بأن جدتي ليست مريضة، ولا تعاني من أي شيء، كما أن سنها ليس كبيرًا، ولكن أخوات أمي يردون أن يحجرون عليها فلا تطبخ ولا تمسح، في حين أن جدتي يكفيها أن تجلس مع حفيدتها وهي بنت خالتي والتي عمرها 6سنوات، وكانت بالفعل تجلس معها، وابنة خالتي تذهب وتأتي لجدتي وتذهب إلى شقتهم وتعود، ولم يسبب ذلك أي مشكلة؛ لأن شقتهم بجانب جدتي، فلماذا تأتي أمي من بعيد وتتركنا أسبوعاً كاملاً من الصباح إلى المساء في حين أنه من الممكن لخالاتي وخالي أن يمروا على جدتي من حين لآخر، فمنازلهم بجوارها لماذا يقررون قرارا وأمي هي من تتأذى فقط، في حين أنه يكفي أن تذهب أمي لجدتي مرة واحدة كل أسبوع كما كنا نفعل دائما.

علما بأن أولاد خالتي وخالي كبار، ومنهم من هم متزوجون، وليس لديهم مسئولية، كالتي لدى أمي، فماذا أفعل لأهون عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shams حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على راحة الوالدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك برَّها وبِرَّ الجدة، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن خدمة الوالدة وخدمة الجدة - التي هي والدة لك ولوالدتك أيضًا – شرفٌ يتمنَّاه كلّ إنسان، والعبرة في هذه الخدمة هو برضا الجدة نفسها، لأن الجدة هي صاحبة المصلحة، وهي مَن تُحدِّث، فإذا شعرت الوالدة أن أمها راغبة في أن تكون إلى جوارها فأرجو أن تكوني أنت وإخوانك عونًا لها على الوفاء والقيام بما تُريده الجدّة.

أمَّا ما يحصل من الخالات والأخوال فنحن كنَّا ننتظر غير هذا، ننتظر منهم أن يتنافسوا وأن يقوموا بما عليهم، خاصة وقد قدّر الله لهم أن يكونوا إلى جوارها، وهذه نعمة ينبغي أن يُؤدُّوا شكرها بالاهتمام بالوالدة والقيام بالواجب، بل والتنافس في هذا الميدان، فإن خدمة الوالد أو الوالدة من الطاعات التي ينبغي أن يتنافس حولها وعليها الأبناء والبنات.

وأرجو أن يكون مساعدتك للوالدة بتشجيعها على ما يُحقق رغبة الجدة التي هي والدة الأم، لأنها صاحبة الحق، أمَّا الانصياع لبرامج أخرى من أخواتها وغيرهم فهذا يأتي في مرحلة متأخرة، الأصل هو أن نعرف ما هو رأي الجدة، هل هي موافقة؟ هل هي مُصِرَّة على أن تأتي الوالدة رغم الصعوبات ورغم البُعد؟ إذا كان ذلك كذلك فأرجو أن تأخذ الوالدة مَن يحتاج إلى رعايتها وتذهب به إلى بيت الجدة لتُؤدّي الوفاء لوالدتها وتؤدي القيام أيضًا تجاه هذه الأخت المذكورة التي لا تُذاكر ولا تهتمّ إلَّا بوجود الوالدة، ولا تأخذ أدويتها، أو نحو ذلك، الوالدة تصطحبها، المهم لأن الله يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}.

أكرر: الوالدة في قرارها ينبغي أن تنطلق من رأي أُمِّها، ولا مانع من أن تذكر لوالدتها – التي هي جدتك – الظروف التي تعيشُها، والوضع الذي هي فيه، فإذا سمحت لها بأن تتأخر في بعض الأيام، أو تزورها مرة في الأسبوع – أو كذا – فالأمر عند ذلك محلول، لأن الذي يُطالب به الشرع هو بِرَّ الوالدة والسعي في إرضائها وخدمتها.

نسأل الله أن يزيدكم خيرًا وتوفيقًا، وإذا كنت أنت يمكن أن تقومي بهذا الواجب أيضًا (أحيانًا) بأن تذهبي للجدة وتكوني إلى جوارها بديلاً عن أُمِّك، المهم أرجو أن تبحثوا عن حلول، الهدف منها إرضاء الجدة التي هي والدة الوالدة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً