الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك كلية الشريعة.. نصيحة وتوجيه تربوي

السؤال

أنا خريج علمي من الثانوية، رغبت بدخول كلية الشريعة واستخرت واستشرت، ثم بعد مضي ترم أحس أنه ليس محلي هنا، وتأتيني وساوس ورغبات بترك الشريعة وتغيير التخصص، خاصة وأنه قد توفر لي غيرها مثل الهندسة المعمارية والإدارة والحرس الوطني، وأحس أني استعجلت (تركت العلمي لسببين: عدم الراحة مع مواد الفيزياء والكيمياء، والرغبة بالعلم الشرعي)، فما الحل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أبو محمد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن علوم الشريعة هي أفضل العلوم، وإذا أخلص الإنسان في نيته نال خيري الدنيا والآخرة، ولست أدري ما هي الدوافع الحقيقية لدخولك لكلية الشريعة؟

فإن بعض الطلاب يدخلها لأغراض دنيوية، ولا يخفى على أمثالكم أن الدنيا تتقلب وتتغير فما كان مرغوباً فيه بالأمس قد لا يكون كذلك اليوم، أما إذا كان دخولك لكلية الشريعة رغبة في الأجر والثواب ومن أجل التفقه في الدين فنعم ما أردت وهنيئاً لك بما قصدت وسوف يأتيك ما قدر لك من رزق، فأرجو أن تثبت على تخصصك الشرعي وتواصل مشوارك العلمي لتكون عالماً وداعية إلى الله سبحانه الذي يقول: (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[فصلت:33].

وما ينبغي لطالب الشريعة أن يظن أن في الناس من هو أفضل منه بضاعة وأعظم منه تجارة أو أنقى منه ثقافة، والعلم ما كان فيه قال حدثنا، وأسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم هم أكثرهم عليه صلاة، وطلاب الشريعة يكثرون من نطق وكتابة الصلاة والسلام عليه.

وطلب العلم عبادة ومذاكرته تسبيح وبذله لأهله صدقة، وثمرة العلم الخشية لله فاطلب العلم الشرعي واقصد بعملك وجه الله، واعلم بأن رزقك سوف يأتيك ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتق الله واشغل نفسك بطاعته وذكره.

وأرجو ألا تستجيب لتلك الوساوس، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ولا داعي للندم وأنت فعلت ما قدره لك الله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ونحن ننصحك بالاجتهاد والحرص على التفوق حتى تتمكن من مواصلة مشوارك العلمي، واعلم بأن المعالي لا تنال براحة الجسد، وأحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء

والله الموفق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً