الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بشيء غريب ولا أستطيع إكمال الحياة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعلم من أين أبدأ، أعاني من أشياء غريبة جدا مخيفة ومرعبة، لا أشعر بشيء، أشعر بأن عقلي أحيانا توقف عن التفكير، أريد أن أصرخ أحيانا من بعض الأفكار، أفكار ليست كالمعتاد، مؤلمة تحركني بقوة لا إراديا، أنظر لمن حولي وأشعر بتحجر في عقلي، لماذا هم هكذا؟ لماذا نحن هنا؟ أشعر وكأنني فاقد الذاكرة، أين نحن؟ لماذا العالم هكذا، ولماذا أشكالهم هكذا؟ سيتوقف عقلي.

قلبي ينبض بقوة وبخوف شديد، أشعر بخمول، أريد أن أنام فقط، لا أعلم ربما أنا مجنون بنصف عقل، تسارع بالأفكار، وتغيرات مزاجية خلال ثانية، عندما أذهب إلى مكان ما قديم أو مألوف أشعر بإحساس وشعور ومزاج غريب جدا، وكان لدي اختلال الأنية ولكن لم يكن بهذه الدرجة، في هذه الأيام أشعر بشيء غريب آخر وكأنني أخاف من نفسي، كأني لا أعرف نفسي، هل أنا مع نفسي؟ أفيدوني بعلاج ممتاز، أرجوكم أنقذوني لا أستطيع إكمال الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: جوهر ما أوضحتَه في رسالتك يُشير إلى أنه لديك حالة من القلق مرتفعة نسبيًّا، وكما تفضلتَ لديك شيء من (اضطراب الأنّية والتغرُّب عن الذات)، والأفكار المزعجة هذه وإن كنت لم تتحدث عن تفاصيلها، لكن ربما تكون ذات طابع وسواسي، يتناقض مع منظومتك التي تفكّر بها، وهذا التصادم في الأفكار قد يُولِّدُ الكثير من القلق ومن التوترات.

فيا أخي الكريم: أنا أرى أنك تحتاج حقيقة لمساعدة طبية نفسية، فيا حبذا لو ذهبت وقابلت الطبيب ليُقيِّم حالتك بدقة أكثر، لنتأكد من نوعية الأفكار هذه التي تأتيك، أنا أحسبُ أنها قلقيّة وسواسيّة، لكن طبعًا لا يمكن أن أقول ذلك يقينًا، لأن الأمر يحتاج للمناظرة، ويحتاج للتمحيص وللدقة.

بصفة عامة: هنالك أدوية ممتازة مضادة للقلق وللتوترات، وأرى أيضًا أنك لابد أن تخضع لبرنامج استرخائي، تمارين استرخائية مكثفة، أراها سوف تكون ذات فائدة كبيرة بالنسبة لك. وأنت من جانبك حاول أن تُدير وقتك - أخي الكريم - بصورة جيدة، تجنب السّهر، تجنب النوم النهاري، مارس أي نوع من الرياضة، رفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تواصل اجتماعيًّا، الإنسان يمكن حقيقة أن يصرف انتباهه من خلال الأنشطة الإيجابية والأفكار الإيجابية والمشاعر الإيجابية، وهذا ممكن وتحت إرادة الإنسان لدرجة كبيرة.

فإذًا - أخي الكريم - أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، وأرجو إفادتي بعد مقابلتك للطبيب، وإن شاء الله تعالى نُساهم بما يفيدك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً