الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من تأثير لأدوية الاكتئاب بعد التوقف عنها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا -الحمدلله- قد توقفت عن سيروكسات بعد انتهاء برنامج العلاج الموصى به منكم، وكذلك بمساعدة طبيب نفسي كنت أزوره على فترات، و-الحمدلله تعالى- أشعر بتحسن ولكني خائف، هل سترجع أي أعراض لي؟ وكيف أحافظ على نفسي من عودة أي أعراض؟ لكني أحيانا أستقيظ مزاجي ليس جيدا ولكنه والحمدلله ليس سيئا جدا، وأنا أقاوم وأنهض وأذهب للعمل تاركًا أي أفكار بما حدث في الماضي، وهذا لا يحدث كثيرًا و-الحمدلله تعالى-.

ومتى يخرج الدواء الذي أخذته من جسمي؟ عندي شراهة في الأكل وأخاف من الوزن الزائد، فكيف أقلل هذه الشراهة؟

أشكر لكم الاهتمام، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ش ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: من أفضل الوسائل التي تمنع الانتكاسات من الأمراض النفسية أيًا كان نوعها هو نمط الحياة الإيجابي، ونمط الحياة الإيجابي له شروط:

أولاً: حسن إدارة الوقت، والاستفادة منه.

ثانيًا: تجنب السّهر والحرص على النوم الليلي المبكّر، وأن يبدأ الإنسان أنشطته مبكِّرًا، فبعد صلاة الفجر هنالك وقت يمكن للإنسان أن يستفيد منه: ممارسة الرياضة، الغذاء المتوازن، الترفيه عن النفس، الحرص على العبادات، القراءة والاطلاع، والقيام بالواجبات الاجتماعية، ألَّا يتخلَّف الإنسان عن أي واجب اجتماعي، المشاركة في دعوات الأفراح، حضور المآتم والمشي في الجنائز، زيارة المرضى، صلة الرحم، الخروج مع الأصدقاء، أي ممارسة اجتماعية ذات فائدة يكون الإنسان حريصًا عليها.

فيا أخي: هذه هي السُّبل التي تمنع حقيقة الانتكاسة من الاكتئاب بعد التوقف من الدواء، كما أن الحرص على العمل والاستمتاع بالعمل، والإبداع في العمل -أخي الكريم- هذه أيضًا من الأشياء الطيبة التي تُحسِّنُ المزاج وتثبته، وفي نفس الوقت تساعد على التطور المهاري لدى الإنسان.

طبعًا لا بد أن تمارس الرياضة من أجل تخفيف الوزن، ولا بد أن تحرص على الطعام الصحيّ، هذا مهمٌّ جدًّا.

بالنسبة للشراهة في الأكل: طبعًا الزيروكسات ربما يكون سببًا فيها، لكن الزيروكسات بعد الانقطاع عنه لمدة ثلاثة أسابيع لا تكون له أي آثار بعد ذلك، فيا أخي: تدريجيًّا إن شاء الله تعالى الشراهة سوف تقلّ.

هنالك بعض الناس الذين يتناولون عقار (ميتفورمين) والذي يُعرف تجاريًا (جلوكوفاج) وهو الدواء المعروف لتنظيم السكر، يُساعد في تخفيف الوزن وفي تقليل الشهية نحو الطعام، وأنا كثيرًا ما أنصح به في بعض الأحيان، ويمكنك أن تُجرِّبه يا أخي، فليس هنالك خطورة فيه أبدًا، تبدأ بخمسمائة مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعله ألف مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسمائة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، وهو قطعًا لن يُؤثّر على مستوى السكر لديك، حتى وإن كان السكر طبيعي جدًّا، أو حتى منخفضًا قليلاً لن يقوم هذا الدواء بتخفيضه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً