الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إهمال زوجي لي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أسأل عن رأيكم في كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)، وهل حقاً أن هذا الكتاب يساعد على تطوير وفهم العلاقة بين المرأة وزوجها؟ وهل هناك كتب مماثلة يمكن الاستفادة منها بهذا الشأن؟

ما هي أسباب إهمال الزوج لزوجته ولم يمض على زواجهما عامان؟ أتمنى نصحكم لامرأة تعاني من إهمال زوجها لها ونفوره منها بدون أي تقصير منها؟!

علماً بأن الحديث لم يجد نفعاً ولا الخصام، ولم ينفع معه الكلام الجميل والدلال والعطاء والتحمل، فكيف يمكنها أن تتعامل معه في هذه الحالة؟
هل تهمله هي أيضاً أم ماذا تفعل؟

هل من الممكن أن يكون ما يشاهده على موقع تيك توك من مناظر الفتيات قد أثرت عليه؟
هل من الممكن أن تكون هناك امرأة أخرى في حياته؟

كيف يمكن أن تستعيد اهتمام زوجها وحبه كما كان في بداية زواجه؟

أرجو منكم النصح والمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Slma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي هذه الرغبة في الخير والرغبة في الإصلاح ما بينك وبين الزوج، وأنتِ تُؤجري وتُشكري على هذا العمل، فاحتسبي وابتغي بهذا العمل وجه الله تبارك وتعالى.

حقيقة كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزُّهْرَة) هذا من الكتب الرائعة جدًّا في بابه، ومن الكتب التي يمكن أن تُساعد في معرفة الفروق بين الرجل والمرأة، وكيف يتوصّل كلُّ طرفٍ إلى فهم الشريك. وكتاب (ماذا يريد الزوج من الزوجة وماذا تريد الزوجة من الزوج؟) للأستاذة بهية عبد الرحمن: هذا من الكتب الجيدة في بابها. كذلك أيضًا كتاب (فوارق واختلافات مثيرة بين الرجل والمرأة) للدكتور سامر سقَّا أميني: هذه الكتب تساعدك إن شاء الله في فهم العلاقة، ونحن مرة أخرى نحيي فكرة المحاولة لفهم الزوج.

أمَّا بالنسبة لإهمال الزوج لزوجته فقد يكون هناك إشكالات بالنسبة للزوج، مثلاً عنده أزمات مالية، عنده مشكلات في العمل، في هذه الحالة يحاول الرجل أن يبتعد، عكس المرأة التي تقترب عند الأزمات.

لذلك أيضًا المرأة ينبغي أن تختار الوقت المناسب في الحديث مع زوجها، تعرف الأشياء التي يُحبُّها، تجتهد في زيادة المساحات والقواسم المشتركة بينها وبين زوجها، وأعتقد أن الذي يُفيد أكثر من الحديث هو الأفعال، وتفنُّن المرأة خلالها، وحُسن اختيارها لأوقاتها، ومعرفة ما يدور بخلج الزوج، ومساعدته بالكلام الطيب.

نريد أن نقول أيضًا: هذا الدلال الذي يحدث جيد، لكن عندما تقوم المرأة بما عليها والرجل يكون سلبيًّا أحيانًا تنفر المرأة وتبتعد، ويظهر ذلك على لغة البدن، يعني على تعابير وجهها وفي عينيها، ومن نبرات صوتها، وهذا يزيد الحال سوءًا، ويجعل الرجل يبتعد.

لذلك أولاً: أرجو أن تتذكّري أن قيامك بهذا الواجب أنت تُؤجري عليه، وأن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، فلا يكن تقصيره سببًا لتقصيرك، لأن تقصير الزوج لا يُبيح التقصير، لأن المحاسِب هو السميع البصير سبحانه وتعالى.

لا شك أن المشاهدات التي يُشاهدها لها أثر كبير، ولذلك أرجو أن تعرفي الاهتمامات، وتفنَّني في إظهار مفاتنك، وتجدّدي، تكوني عروس متجددة، وتحرصي على معرفة الطريقة التي يُفكِّرُ بها.

أمَّا مسألة وجود امرأة أخرى: فنحن نستبعد هذا الخيار، ونريد أن نقول: طالما هذا الزوج معك أنت قادرة إن شاء الله على التأثير عليه، والدخول إلى قلبه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وإذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة فقد يحتاج الزوج وتحتاجوا جميعًا إلى رقية شرعية، فعمِّروا بيتكم بالأذكار وبسورة البقرة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً