الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الإشباع العاطفي بين التوقعات والواقع في حياتي، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

متزوجة منذ ثماني سنوات، وعندي نقص عاطفي دائماً.

في البداية كنت أظن النقص من الطفولة حيث كانت لدي ومازلت مشاكل تتعلق بالتقبل والشعور بالحاجة للعطف والاهتمام من الآخرين، وأصبحت لا أتوانى عن بذل أي جهد، وإعطاء التنازلات من أجل الحصول على هذه العاطفة، وإن كانت عن طريق استدرار التعاطف والشفقة وتقمص دور الضحية، حتى لو كان جزءا مما أفعل صحيحا.

تطور الأمر إلى جانبين وهو عدم الاكتفاء والرضى، سواء من الناحية العاطفية بيني وبين زوجي، أو من الناحية الجنسية.

وأخجل من الاعتراف بأنني لا أجد المتعة الجنسية مع زوجي، لا أجدها إلا عن طريق استدعاء التخيلات.

والتخيلات تجاوزت الحد الطبيعي وأصبحت في بعض الأحيان أشاهد أفلام إباحية مع العلم بحرمتها، وأمارس العادة السرية، وأقرأ القصص والروايات الجنسية والعاطفية.

تعلقي بالروايات تجاوز الحدود، فمن جهة لدي شغف بالقراءة لمعرفة الأحداث والتفاصيل بشكل مفرط، وأمضي ساعات طويلة في القراءة على حساب بيتي وأبنائي وعلاقاتي وواجباتي، ومن جهة أشعر بأنها حاجة ملحة ومستمرة.

أهتم بالقصص الرومانسية حتى لو لم تحتوي على مشاهد جنسية وتكتفي بالتلميح، لأنها تشبع الجانب العاطفي لدي، والذي لا أجده على أرض الواقع.

أريد أن تتفهموا النقص الموجود لدي، ليس فقط بسبب الشهوة أو الحاجة للجنس، بالعكس أشعر بالمتعة الحقيقية في إشباع عاطفتي والشعور بقيمتي كأنثى، حتى لو كان عن طريق أحلام اليقظة والقصص.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أمير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الوضوح في الطرح، ونؤكد لك أننا في مقام الآباء لكم، ونسأل الله لكم التوفيق والهداية، ونسأله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أرجو أن تحرصي على أن تُطيعي الله تبارك وتعالى، وتجنّبي ما يُثير العواطف ويُهيِّجُها، خاصةً ما يتعلق بالأفلام الإباحية والقراءات في الروايات التي أشرت إلى أنها تُضيع واجب من والواجبات، وهي حقوق الزوج وحقوق الأبناء، بل اجعلي جزءًا من عاطفتك تُبذل لأجل هؤلاء الأبناء ولأجل هذا الزوج، فالمرأة هي مخزن العواطف، واعلمي أن الإشباع العاطفي يتحقق عندما نبذل العاطفة، لأن الذي يبذل العاطفة والتي تبذل العاطفة لزوجها ولأبنائها تأخذ أيضًا عاطفة، وبالتالي أرجو أن تبادري وأن تمنحي هذه العواطف، وأشعري زوجك أيضًا بحاجتك إلى قُربه وأن يكون إلى جوارك، وطبعًا هذه حاجة طبيعية بالنسبة للنساء، فالمرأة تهتم بالجو العاطفي أكثر من اهتمامها حتى بلحظات العلاقة، بل هي تُريد علاقة عاطفية تُغمر فيها بالعطف والحنان.

ونحب أن نؤكد لك أن زوجك يحتاج إلى التقدير والاحترام، فإذا وجد منك التقدير والاحترام فعليه أن يعرف أن حاجتك إلى الحب والأمان، فالمرأة أغلى ما عندها وأغلى ما تطلبه هو الحب والأمان، فإذا بذلت لزوجها التقدير والاحترام كافأها بهذا الجانب.

وأرجو أن تتحوّلي وتتركي البحث عن العواطف وعن هذا الجانب في الروايات، إلى البحث عنه في الواقع من خلال التعامل مع زوجك، والحرص على التزيُّن له، وابتكار أجواء مُسلّية فيها هذه المعاني الجميلة، معاني الحب والود والقُرب، هذه المعاني التي تتحقق من خلالها كل ما تُريدين.

واعلمي أن محاولة استدرار عطف الآخرين لن يكون فيه مصلحة، بل سيفهمون هذا ويبتعدوا عنك في لحظة من اللحظات، وإذا كان الذي حصل في الصغر من تقصير وعندك جفاف عاطفي فأرجو ألَّا تحرمي أبنائك من هذا الجانب بعد أن عرفتِ آثار وخطورة غياب هذا الجانب.

أنت أمٌّ وتستطيعين أن تعوضي هذه العواطف في أبنائك، وأنت زوجة وتستطيعين أن تبذلي تلك العواطف مع زوجك، ولذلك نحذّر من ممارسة العادة السيئة، ونحذر من قراءة الروايات والقصص التي فيها إثارة وفيها عاطفة كاذبة، نحذّر كذلك من مشاهدة الأشياء الإباحية التي لا تُرضي ربِّ البرية، واستعيني بالله تبارك وتعالى، واجعلي همَّك الطاعة لله، واشغلي نفسك بالمفيد، واشغلي نفسك بالهوايات النافعة، وطوّري من مهاراتك الخاصة في التعامل مع زوجك، خاصَّةً في العلاقة التي بين الزوجين، فإن تطوير مهارات هذه العلاقة ممَّا يجلب الإشباع للطرفين.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية، وأن يكفينا بحلاله عن الحرام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً