الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترون إرسال الهدية من أجل كسب ود الخطيبة أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب في سن 28 ، خريج جامعي منذ ثلاث سنوات، تقدمت لخطبة أخت صديقي، فتمت الموافقة خلال أسبوع، ولكن بشرط أنها تكمل الجامعة، وأنا وافقت على الشرط، وبعد الرؤية الشرعية تم الاتفاق على موعد الزواج بعد ٥ أشهر، وبعد الرؤية بأربعة أيام تم الاتصال من قبل أهل الفتاة أن ابنتهم كانت فرحة ولكنها فجأة أصبحت تبكي، وأنها لا تريد الزواج، وأنها كلما صلت استخارة تحس بضيق، رغم أنها قبل الرؤية استخارت ثم وافقت.

وتم الاتصال بي من قبل والدة الفتاة، أنها وافقت عليك قبل الرؤية من خلال مشاهدتها لصورة أراها إياها أخوها، وأنها تفاجأت بأن الواقع ليس مثل الصورة، ولذلك أطلب منك أنك تراسل ابنتي لفترة معينة وتطمئنها، حتى تتوالف قلوبكم لبعضكم البعض.

وعندما راسلتها تعذرت أولا بأنها تحس بضيق كل يوم عندما تصلي استخارة، وبعدها صارحتني أن عندها تحضيرا لامتحانات المفاضلة في الجامعة، وأنها غير قادرة على الرد إلا من بعد أن أستقر نفسيا وأرتب وضعي في الجامعة، فتمت الموافقة على أن يكون الرد بعد اجتيازها الامتحانات.

وأنا بصراحة منذ رؤيتها لم تفارق خيالي، أحببتها، وعندي أمل أنها من نصيبي، وصارحتها من خلال المراسلة أني أحبها.

وخطرت لي فكرة أنه بعدما تظهر نتيجة المفاضلة أهدي لها هاتفا محمولا وعطرا وساعة بمناسبة اجتيازها الامتحانات، من أجل يكون هناك ود ومحبة بيني وبينها، علما أن أمها لمحت لي أنها خائفة من أنك لن تشتري لها هاتف محمول بعد الزواج.

فماهي نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مبارك لكما الخطبة، ونرجو أن يتكلل بزواج مبارك وميمون.

بخصوص سؤالك حول (هل تعطيها هدية النجاح أم لا).. فهذا يتوقف على موضوع موافقتها على الزواج من عدمه، ورغم إنك بذلت محاولات مضنية لإقناعها، ويبدو أن أهلها يرغبون بك كزوج لابنتهم، وهذا في صالحك أيضا، إلا أنه من المهم معرفة رأيها النهائي في موضوع الزواج، والاستسفسار عن سبب الضيقة التي ذكرتها هي، فإن كانت هذه الضيقة نابعة عن قناعة بأن صورتك الحقيقية لم تقنعها، فهنا لا بد من التريث حتى تقتنع أو تبدي رغبتها الواضحة في الرفض.

أما إن كانت الضيقة لأسباب تجهلها هي، فهذه غالبا تكون بسبب تخوفات طبيعية من الوضع الجديد الذي سوف تنتقل إليه، شأنها كشأن أي فتاة أخرى في وضعها، وبالتالي يمكنك في هذه الحالة اتباع إجراءت الزواج كالمعتاد، وتقديم الهدية لها بمناسبة النجاح.

وقد يساعدك أخوها أو حتى أبوها في معرفة ملابسات هذه التخوفات.

ذكرت في ثنايا كلامك أنك عبرت لها عن حبك لها، وهذا التعبير ينبغي ألا يقع في فترة الخطبة، خاصة في خطبة لا تزال معلقة وغير مضمونة، بمعنى أنه يمكن أن تنفصلا وتفشل الخطبة، ولا معنى لموضوع الحب حينئذ، لأن هذا سيضر بمشاعرك ومشاعرها أيضا، فالأفضل عدم تعميق هذا المعنى في هذه الفترة، ويمكن الاحتفاظ به إلى ما بعد عقد الزواج، أو عقد التمليك، حيئنذ تكون ضمنت عصمتها الزوجية بيدك.

نسأل الله أن ييسر أموركما وأن يكلل مساعيكما بالزواج المبارك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً