الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وتردد من التخصص الجديد، فهل ما أعاني منه أمر طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في كلية الطب، مشكلتي أنها بعيدة جدا، وعدم نظام الإدارة، وعدم التطوير في طرق الشرح، مع العلم أنها نشأت مند حوالي ٧ سنوات، عندما حصلت على مجموع الطب حمدت الله كثيرا، ولكن حين أتى التنسيق لي بالكلية حاولت إجراء التظلمات لعلي أسترد درجة تأتي لي بكلية أخرى، ولكن لم أحصل على شيء وحزنت.

ثم بعد السنة الأولى حاولت التحويل إلى كلية أخرى (ذي مكانة في دراسة الطب، وأشهر وأكثر تنظيما، ولكن فرصة التعيين بها قليلة عن كليتي الحالية، وعدد الطلاب أكثر، مما يعني المنافسة أكثر) وفشلت المحاولة، وحزنت أيضا.

بعد إتمام السنة الثانية حاولت التحويل مرة أخرى، ودعوت الله بالقبول، ثم حين شعرت أن فرصة التحويل قد تتم بنجاح هذه المرة دعوت الله بأن يدبر أموري، وفوضته أمري أن يجعلني في المكان الذي أدرس فيه الطب بفهم، وأكون ذا علم، فجاءت النتيجة وقبل التحويل.

مشكلتي هي أنني أشعر بالخوف الشديد، والقلق والتردد، هل هذا القرار صحيح؟ هل كليتي الحالية هي ما قدرها الله لي، وهي أفضل بالنسبة لي؟ أعلم أنني دعوت الله أن ييسر أمور التحويل، ولكني أيضا دعوته أن يدبر أمري، فلا أعلم لماذا أشعر بعد الارتياح؟ هل سأندم؟ والحمد لله كثيرا بعد طول عناء تم قبول تحويلي ولكن ما سبب هذا الشعور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

في واقع الأمر ما قمت به من إجراءات هي نوع من الاستخارة، والاستخارة هي طلب الخيرة من الله تعالى، والاستخارة لها ترتيب معين، وهي أن تصلي ركعتين من غير الفريضة وتقولي هذا الدعاء:

«اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ -ويسمي الشيء الذي يريده- خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ.»

ورغم إنك لم تذكري لنا أنك صليت وقلت هذا الدعاء من قبل، فإن الجانب الأهم للاستخارة هو الجانب المتعلق بالقلب، وهو ما قمت به بالفعل، حيث إن تفويض أمرك لله بأن يختار لك الكلية الأنفع لك هذا هو بيت القصيد، وقد تسألين: كيف أعرف أن هذا الأمر يتوافق مع الاستخارة؟ أو هل هو الأمر الذي اختاره الله تعالى لي؟

والجواب: أن الاستخارة لا علاقة لها بانشراح القلب أو ضيقه -غالبا- لأن هذا أمر يقع فيه الخطأ والوهم، ولكن ما هو مؤكد هو تسهيل الإجراءات المتعلقة بموضوع الاستخارة، لذلك لا داعي للقلق من ضيق الصدر، طالما أنكم مضيتم في الطريق الأنسب لكم -من وجهة نظركم- بعد التوكل على الله تعالى وطلب الخيرة منه.

قد تقولين: ماذا لو ساءت أموري مع الكلية الجديدة؟
الجواب: حتى لو حصل ذلك فلا داعي لليأس والأسى على ما فات، فربما ما حصل لك في الكلية الجديدة من أمور سلبية، أقل مما لو كنت ظللت على الكلية السابقة!
هذا على افتراض حصول مثل ذلك..
وعلى كل حال فلا بد من التفاؤل والصبر والمثابرة، ولن يضيع جهدك إن شاء الله.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً