الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحطمت حياتي ونفسيتي بعد الطلاق، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت من رجل كان يظهر أنه على خلق ودين، كزوجة ثانية، ووعدني بأن يتقي الله في وفي زوجته الأولى وأولاده، وأنه لن يظلمني أبدا، خاصة بعد أن عرف أنني يتيمة، وظروفي صعبة، إلا أن زوجته بعد سماعها الخبر أصيبت بالضغط، الأمر الذي جعله مشوشا، ولم يعد يعرف كيف يتصرف معنا، فأهملني أنا، ولم يكن عادلاً بيننا في أي أمر، لدرجة أنه كان يتركني وحيدة في المسكن ليلا ونهارا؛ بحجة عدم قدرته على مفارقة زوجته خوفا من سوء حالتها.

والآن أخذني إلى بيت أهلي، وتركني ورجع إلى حياته دون ذنب مني، وبعد أشهر فقط من زواجنا ولم يفكر فيّ ولا في الألم الذي سببه لي بعد أن حطمني نفسيا وحرمني من الاستقرار ومن الأولاد، وحطم حياتي وحولها إلى جحيم بإهماله لي، والله أعلم أنني لم أبتغ من زواجي به إلا الحلال والستر، وقد استخرت الله قبل زواجي إلا أنني وصلت إلى الطلاق بدون ذنب، لذلك أريد أن أسأل إن كان علي إثم بزواجي منه ومرض زوجته، وهل سيؤجرني الله على صبري على عدم العدل بيننا؟ وهل سينال عقابه جراء ذلك؟ لأني لا أستطيع أن أسامحه وأنا أدعو الله عليه في كل دقيقة، وهل يجوز له أن يظلمني ويحطم حياتي وسمعتي ويطلقني بحجة عدم تحمله مسؤولية زوجتين؟ وهل يمكن أن يحتج أمام الله بتفريطه بي بحجة مرض زوجته؟ وهل سيسأل أمام الله عن الانهيار النفسي والجسدي الذي تسبب لي فيه؟

وللعلم زوجي هذا ميسور الحال، وقادر على إيجاد الحلول، ولكنه اختار الحل الأسهل وهو تطليقي أنا لأنني بدون أولاد دون اعتبار لحياتي التي حطمها، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يكتب لك أجر الصابرات، وأن يعوضك خيرًا، وأن يجعلنا جميعًا ممَّن إذا أعطوا شكروا، وإذا أذنبوا استغفروا، وإذا ابتلوا صبروا.

لا شك أن هذا الزوج سوف يُسألُ عن كل تقصير، كما أنك مأجورة على صبرك، ولست ملامة ولا ذنب لك في الذي حصل لزوجته، ونسأل الله أن يشفي زوجته، وأن يفتح بصيرته حتى يتوب ويُصحح الخطأ الذي وقع فيه ويرفع الظلم الواقع عليك.

أمَّا أنت فندعوك إلى التسلُّح بالصبر، ونبشرُك بأن العاقبة للصابرين، ونذكرك بأهمية الرضا بقضاء الله وقدره، فإنه باب السعادة الأعظم. ونقترح عليك إدخال العقلاء والفضلاء من محارمك حتى يصلوا معه إلى حلول إذا كان من محارمك من يستطيع أن يقوم بذلك.

كما نقترح عليك التواصل مع أخواته وعمّاته، وكل من يمكن أن ينصحن له من محارمه، ويذكرنه بأن عواقب الظلم خطيرة، وأن الإنسان ما ينبغي أن يفعل مع بنات الناس ما لا يرضاه لبناته أو أخواته.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات