الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقد حماتي وابنتها ضيق علي عيشتي.. كيف أعيش في صفاء؟

السؤال

السلام عليكم
أنا امراة أبلغ من العمر 32 سنة، متزوجة، وأم لـ 3 أطفال، كانت عندي طفولة عادية، أتممت دراستي بالجامعة، تزوجت برجل أحسبه من الصالحين عندي 3 أطفال، مررت بمضايقات من أهل الزوج مما سبب لي قلقا دائما (علما أني سريعة الغضب، لكني جبانة في الخلافات يعني لا أجيد الشجار).

المهم المشاكل أثرت علي نوعا ما، حتى ذات يوم أصبح يأتيني خوف بدون تفسير، وخفقان، مباشرة ذهبت للطبيب الذي وصف لي anafranil10 mg و lysanxia وشرح لي نوبات الهلع، ونصحني بالرياضة.
المهم بعد قرابة سنة أوقف الطبيب الدواء نهائيا، وقال الآن لست بحاجة له، الآن عليك الاعتماد على نفسك (الآن سنتان منذ إيقاف الطبيب الدواء ).

المهم الآن كلما ضايقتني حماتي بالكلام أو النقد هي وابنتها أتهم نفسي، أقول لعلي أنا سيئة الظن ويبدأ الخوف، ماذا لو كنت paranoïaque ماذا لو ...؟

علما أن معاملتهم طيبة مع أولادي وأضع أبنائي عندهم بكل ثقة، لكن حدث مرات عدة أن أسمعهن يتحدثن عني بالسوء، مما جعلني أشعر بحقد تجاههن، أضف إلى نقدي المستمر في أشغال بيتي (وهذا ما يعيبونه علي).

أريد أن أعيش بصفاء، هل يمكنني تجاوز هذا هل يمكنني العيش بصفاء؟!

هل علي دائما زيارة الطبيب النفسي؟! الخوف من أن هذا قد يسبب لي أمراضا مثلا البارانويا أو ثنائي القطب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ines16 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن كل الذي بك هو نوع من عدم القدرة على التكيُّف أو التواؤم مع الظرف الحياتي والأسري، ونتج عن عدم التكيُّف هذا شعور بالقلق والخوف، وأصبح لديك تفسيرات وسواسية لكثير من الأحداث، ولا أرى أبدًا أن هنالك خطورة عليك من مرض الـ (البارانويا paranoia) أو (ثنائي القطبية) أو (جنون الارتياب)، وأنت وصفت نفسك بأنك شخصية قلقة، وسريعة الغضب، و تحبين الخلافات، وعدم إجادة الشجار.

هذا ليس جُبنًا أبدًا، لماذا لا يكون أنك شخص فيه الكثير من الحياء، وهذا يجعلك لا تخوضين في شجارات وأشياء من هذا القبيل.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أرى أن تجعلي الفكر الإيجابي يعلو ويسمو على هذا الفكر السلبي، فأنت الحمد لله في بدايات سِنِّ الشباب، ووهبك الله الزوج الصالح والذرية الصالحة إن شاء الله تعالى، وأنت مهنية حتى ولو جلست في البيت، فيجب أن تكوني إيجابية التفكير.

والأمر الآخر: بالنسبة لأهل زوجك: تعاملي معهم دائمًا بالتي هي أحسن، والإنسان يتعامل مع الناس من خلال أخلاقه لا من أخلاقهم، هذا مبدأ أساسي في الحياة، وتجنّبي التصادم معهم بقدر المستطاع، لأن أي تصادم سيجعل زوجك في موقف حرج جدًّا، ما بين إرضاء والدته وإرضائك، أنا لا أقول يجب أن تكوني مستسلمة، لكن يجب أن تكوني واقعية، ودائمًا تُقدّمي الخير، ودائمًا تكوني في جانب التسامح، وهذا سوف يأتيك إن شاء الله تعالى بخير عظيم.

وأيضًا أرجو ألَّا تبحثي عن أخطاء حماتك ومَن معها، حتى قولك أنك سمعت أنهم يتحدثوا عنك بسوء، طبعًا هذا أمر حقيقة مؤلم، لكن يجب أن تتجاوزيه، ويجب أن تتجنّبي حقيقة البحث عن أخطائهنَّ، هذا أمر جيد جدًّا.

أريدك أن تصرفي انتباهك للأشياء السامية والجميلة في الحياة، تجتهدي في حياتك الأسرية، تطوري أبنائك، مارسي أي نوع من الرياضة، رياضة المشي مثلاً مفيدة جدًّا، انخرطي في برنامج مثلاً لحفظ القرآن الكريم، أشياء جميلة جدًّا يمكن أن تقومي بها وتصرف انتباهك تمامًا.

أنا لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، لكن إذا صعب عليك عدم التواؤم هذا فيمكن أن تذهبي إلى طبيب نفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً