الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخجل والانطواء ولا أطيق الجلوس للدراسة

السؤال

أنا طالبة في الثانوية العامة، كنت من المتفوقات والأوائل خلال السنة الماضية، وخاصة أن التعليم كان إلكترونياً، مما جعلني أتفرغ تماماً للدراسة دون تضييع وقت في الذهاب والعودة، كما أتاح لي الفرصة كي أشارك بثقة أكبر في الحصص، فأنا شخصية خجولة نوعًا ما، وأجلس في المقاعد الأخيرة دومًا، المشكلة أنني فقدت رغبتي في الدراسة خلال هذا العام ولا أعلم السبب.

كنت أدرس من قبل حتى عشر ساعات في اليوم، أما هذا العام - وهو العام المصيري- فأنا أشعر بالفتور والملل ولا أطيق الجلوس للدراسة وتضيق نفسي.

فهل من حلول عملية وفعالة، وقد عدت في العطلة الصيفية إلى حفظ القرآن الكريم بعد انقطاع والحمد لله، وأنا في سورة الأنفال حالياً وأطمح لختم القرآن وأحلم بذلك، فهل من نصيحة للتوفيق بين الدراسة والحفظ دون أن يتأثر شيء منهما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Karima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا

نهنئكم بعودتكم لحفظ القرآن الكريم، ولا تعارض بين حفظه وبين استذكار الدروس، بل على العكس، فعملية الحفظ تنشط الذهن، وتساعد على استذكار الدروس، وهذا من فضل الله تعالى على من يحفظ كتابه، والله عز وجل يقول: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) (القمر- ١٧.)
وها هنا ملمح بسيط وهو أن الله تعالى كما يسر القرآن للذكر فسوف ييسر غير القرآن لصاحبه ببركة حفظ وتلاوة كلامه!

أما بخصوص الفتور الدراسي عندك، فأحد الأسباب التي ذكرتها أنت، هو الخجل والانطواء الاجتماعي، وكونك تجلسين آخر الصف هذا أحد العوامل التي تجعلك لا تنالين حظا وافرا من فهم واستيعاب المواد الدراسية.

لذلك يحسن بك الاهتمام بعلاج ظاهرة الخجل، أو الفوبيا الاجتماعية، ويبدو أنها عارضة وبسيطة لديك، بمعنى أنها لم تصل حد الاضطراب بعد، لذلك يمكنك اللجوء إلى أخصائية نفسية لمساعدتك على تخطي هذه المشكلة، أو على الأقل مطالعة مقاطع اليوتيوب لمختصين نفسيين يشرحون هذه الظاهرة ويبينون وسائل علاجها.

من الوسائل التي قد تساعدك على استعادة النشاط والهمة للدراسة ما يلي:
- الجدولة اليومية للأوقات، وترك مساحات للترفيه والراحة.
- وضع مخطط لمذاكرة المواد، ووضع نسبة وقت لكل مادة، فعلى سبيل المثال إذا وضعت ساعة للمواد الاجتماعية يمكن أن تضعي ساعتين للمواد الثقيلة كالرياضيات.
- الاهتمام بتحديد وقت تصفح النت، وحصره بوقت محدد لا يتم تجاوزه كساعة أو ساعتين أو أربع ساعات على أقصى حد، ونعني به وقت الترفيه والمتعة ودخول تطبيقات كالوتساب وانستجرام، أما استخدام النت للاستذكار والبحث عن المعلومات فلا يدخل ضمن هذه الحسبة، والصعوبة تكمن في الجدية وعدم الانجرار مع الترفيه أكثر من اللازم.
- الاهتمام بالصلاة والعبادة والأذكار، فهي تعطي القوة النفسية لصاحبها.
- ترك مساحة من الوقت لممارسة هواية لوقت قصير كاللعب اليدوي أو الرسم، أو المشي.
- الاهتمام بأسلوب تلخيص المواد، وكتابة التعريفات، ونسخ القواعد الضرورية يدويا، وعدم الاكتفاء بحفظها ذهنيا.
- يمكنك استخدام الأوراق الملونة والاستيكرات (الأوراق اللاصقة) لتمييز الملاحظات المختلفة والتذكيرات بالمهام والواجبات.
- لو كان لديك صديقة تتشاركين معها استذكار الدروس ونقاش المواد فهذا سيساعدك كثيرا.
- ضبط وقت النوم، فهو من أهم الأمور، وقديما كان يقال: من طلب العلا سهر الليالي، غير أن هذه العبارة أصبحت من الماضي، فمن طلب العلا نام الليالي واجتهد بالنهار. فالجسم بحاجة لمادة الميلاتونين والتي لا تفرز إلا ليلا وفي الظلام.
- ضعي هدفك بين عينيك، ماذا تريدين أن تكوني في المستقبل، ويمكن أن تكتبي هذا الهدف على ورقة وتضعينها أمامك في حائط غرفتك.
- ختاماً: لا غنى عن الاستعانة بالله تعالى، بل إن كل أمورنا من طعام وشراب ودراسة وعمل وحركة هي بإذن الله تعالى وفضله.
ومن توكل الله كفاه.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً