الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخلاق الأبناء تكتسب بالوراثة أم بالتربية؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجوكم جداً ألّا تهملوا هذا السؤال وهو حول موضوع الوراثة.
الشخص إذا كان مجبولاً على مكارم الأخلاق بحيث هذه المكارم صفة وراثية فيه، إذا كان ذاك الشخص كذلك فهل ستكون كل ذريته مجبولون على الأخلاق الحسنة بحيث تكون تلك الأخلاق صفة وراثية فيهم حتى ولو تزوج ذلك الشخص من امرأة مجبولة على الأخلاق السيئة بحيث تكون صفة وراثية فيها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الكريم، نسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد والأخلاق الطيبة، وأن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأرجو أن تعلم أن الشجرة الطيبة ثمارها طيبة، والإنسان (الرجل) هو صاحب التأثير الأكبر، وعليه أن يُؤثّر على زوجته وعلى أبنائه، وإذا حرص الإنسان في البداية على أن يختار صاحبة الدّين، وحرصت على أن تختار من يرضون دينه وخُلقه، فإن الذرية غالبًا ما تأتي على الخير.

لكننا نحب أن نؤكد أنه ما من مولود إلَّا يُولد على الفطرة، والتأثير بعد ذلك بفعل الآباء والأمهات (فأبواه يُهوّدانه، أو يُنصّرانه، أو يُمجِّسانه)، لم يقل: "أو يُدخلاه الإسلام"، لأن الإسلام هو دين الأخلاق وهو دين الفطرة، ولذلك إذا حرص الإنسان على أن يتمثل الأخلاق وعلى أن يقترب من أبنائه ويُحسن تربيتهم، مُستعينًا بالله تبارك وتعالى، فإنه في الغالب سيخرجوا على أخلاق هذا الأب الذي يقترب ويهتم ويقوم بدوره، ودائمًا المكارم تتوارث، وكذلك الأمور السلبية.

لكن دور الأب كبير، ولذلك أرجو أن تجتهد في غرس الأخلاق الجيدة أولاً، في نفس الزوجة، التأثير عليها، إذا كان هذا الأمر حاصل فعلاً ووضعت في كطريقك، أو وجدت نفسك مع امرأة عندها نقص في الأخلاق، فعليك أن تسعى في إكمال هذا الجانب، لأن الأم أيضًا لها أثر كبير على أبنائها، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.

والأخلاق منها ما هو جِبلّي، ومنها ما هو مكتسب، ولكن الأخلاق الجبلّية التي يخرجُ بها الإنسان يحتاج لكي يُؤجر عليها إلى احتساب ونيّة، ويحتاج إلى المحافظة عليها وصيانة هذه الأخلاق. ومن لطف الله بنا أن صاحب الأخلاق السيئة يستطيع أن يُعدّل أخلاقه ويُغيّرها، ولذلك جاء الرسل والأديان وأنزل الله الكتب، وكان الوعظ والإرشاد والتعليم، (العلم بالتعلُّم، والحلم بالتحلُّم، ومن يتصبّر يُصبره الله).

فأرجو أن تسعى في تحسين أخلاقك وفي تحسين أخلاق مَن حولك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً