الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلاي يقلدان غيرهم في التصرفات السلبية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد حلا لمشاكلي مع أطفالي.

الأول عمره 8 سنوات، يناقشني أنا ووالده مناقشة الند، يرد علينا وعينة قوية، يضرب أخاه، وعندما آمره بالتوقف لا يطيعني، ويصفني بالكاذبة، علما أني لست كذلك، والسبب في تصرفاته أنه يقلد أبناء أناس يسكنون بالقرب منا، فأرجو المساعدة.

ابني الآخر عمره 5 سنوات، يردد كلمة (لا)، ويقلد أخاه، وعندما يبكي يدفن رأسه تحت اللحاف أو غيره، وهو عنيد، أفيدوني، علما أني جربت الكثير من الحلول، لكن بلا فائدة، وعذرا على الإطالة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يقرَّ أعيُننا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يُلهمنا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن تربية الأبناء تحتاج إلى مهارات عالية، وتحتاج إلى أن نعرف طبيعة المراحل العمرية، ومن المهم أن نُجنّب أطفالنا الآخرين الذين عندهم ألفاظ سيئة أو ممارسات خاطئة، لأن الصبي عن الصبي ألقن، فهو يأخذ بسرعة عن زملائه، ولذلك أوّلًا ينبغي أن نجتهد في حجبه أو تقليل فترة وجوده مع أصدقاء السوء، أو الذين يمكن أن يُؤثّروا عليه سلبًا.

النقطة الثانية: ينبغي أن نقيم العدل في داخل البيت، لأن بعض هذه التصرفات واضح أن دافعها الغيرة، ودافعها الرغبة في أن يطفو على السطح، يلفت النظر، يُجبركم على الاهتمام، فإذا أشبعناهم بالاهتمام والعاطفة فلن يتسوّلوا العواطف بالطريقة المذكورة. ومن المهم جدًّا أن يكون للأب دور، يعني: مع الكبير مثلاً، بأن يأخذه، يشتت اهتمامه، يأخذه إلى المسجد، يأخذه إلى الأماكن النظيفة، يذهب معه إلى المتجر، وهذا يُتيح لك فرصة التعامل مع الطفل الأصغر، لأن وجودهما مع بعضهما يُولِّد عندهما الاحتكاك، ويُولِّد عندهما الغيرة، وتزيد المشاكل.

بالنسبة للابن الصغير خمس سنوات: عندما يفعل حركة ويُصِرُّ على البكاء بدون سبب؛ أرجو ألَّا تنزعجوا، والبكاء لا يضرُّه، أمَّا إذا كان هذا البكاء بسبب فينبغي إزالته، كأن يبكي من الجوع، يبكي من العطش، يبكي من الألم، ينبغي أن نناصره، أمَّا إذا كان البكاء مجرد دلع وعناد – وكذا – فأرجو ألَّا نستعجل في مسح دموعه، والبكاء لا يضرُّه كما قال ابن القيم رحمة الله عليه.

وأحب أن أقول أيضًا: ما ينبغي أن تُعلني عجزك، ينبغي أيضًا أن يكون لك خُطة موحدة مع والدهما في التربية والتوجيه. الألفاظ التي يأتي بها الطفل الصغير ينبغي أن نُهملها، ونهتمّ به عندما يقول ألفاظا جميلة، ونحرص على أن نُعطي بدائل طيبة من الأذكار والتحصينات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا وإياكم على الخير.

ونؤكد أن هذه المراحل العمرية، مثلاً ثمان سنوات هي مرحلة المغامرة وقبول التحدّي، لذلك ينبغي أن نُدرك هذا، ونوجّه هذه الطاقة التوجيه الصحيح في حفظ القرآن، في العلم، في مساعدتنا، يعني في مثل هذه الأشياء.

أمَّا ابنُ خمس سنوات فهو أيضًا في مرحلة التمركز حول الأم، وبالتالي جزء ممَّا يفعله طبيعي، لأنه يريد أن يلفت النظر، ويريد أن يكون إلى جوار أُمِّه، وينبغي أن تنتبهوا، لأن سكوتنا على الكبير في عناده أيضًا يُشجّع الصغير على العناد، فالأطفال أذكياء، ونحن لا نُريد أن يكون الريموت في يدهم، بل ينبغي أن نكون نحن مَن نوجّه، ولن ننجح في ذلك إلَّا إذا كان هناك خطة موحدة بعد الاستعانة بالله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النيّة والذريّة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً