الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن الناس ينظرون إلي ويتحدثون عني!

السؤال

أشعر أني إذا كنت في مكان فيه عدد من الناس تلقائياً أشعر بأنهم ينظرون إلي ويعلقون على شيء في، خصوصاً أني أعاني من مشكلة (الفلات فوت) وتعرضت لتعليقات الناس من قبل، وكانت تحزنني كثيراً.

أشعر أن الناس ستتحدث عن هذا الشيء وأشياء أخرى، وأحياناً أثناء مقابلة شخص أو الحديث معه أبقى أفكر في رأيه في أو فيما يظنه فيما أقول!

غالباً يكون هذا التفكير سلبياً (يعني أنني أفعل أو أقول شيئاً خطأ أو أن في شيئاً سيجعلهم يضحكون أو يتكلمون عني، مثلاً أثناء التحدث مع شخص أفترض عليه هذه الأشياء يعني أنه يقول أن ابتسامتي ليست جميلة أو أني أقول كلام غير نافع (خزعبلات) أو أن رائحة فمي كريهة.

أيضاً عندما أقوم بفعل شيء فإني أنشغل بتعليقات الناس ورأيهم أو أني أفترض لهم تعليقات سيعلقونها علي، وهذا ما ليس لي به علم، يعني أن هناك احتمالا أنهم لا يفكرون بي حتى.

بعد القراءة عن العلاج المعرفي السلوكي ومواجهة هذه الأشياء أصبحت أتحدث مع نفسي أكثر وأن أقنع نفسي أن هذه الأشياء لا تحدث، ولكنها تتكرر وتزعجني جداً.

علماً أني أدرس في الهند ولا أستطيع التواصل مع طبيب نفسي، وهل مشكلتي كبيرة؟ ما الحل؟ بارك الله فيكم وجزاكم خيراً.

أرجو جواباً كافياً شافياً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا

من الجميل أن لديك استبصاراً بمشكلتك، وأنك تعتبرها أفكارًا سلبية، وهي كذلك، واطلاعك على العلاج المعرفي السلوكي، والذي قد يساعدك تطبيقه على تخطي مثل هذه المشكلة، والتي ربطتها أساسا بتعليقات الناس على قدمك المسطحة، وأنهم قد يضحكون عليك، وأفكار أخرى كرائحة فمك الكريهة.. إلى آخره.
وهذا شأن الأفكار السلبية، والتي تتحول إلى أفكار وسواسية، وكل فكرة تولد فكرة أخرى، وهذا يتعبك كثيرا.

طالما أنك قد بدأت مع نفسك حواراً داخلياً لإقناع نفسك، فنرجو أن تستكمل هذه الخطوة بسجل الأفكار، وسجل الأفكار thoughts record يمكنك العثور عليه في النت، ويتكون في العادة من العناصر التالية: خانة في الجدول لتسجيل التاريخ والوقت، والخانة التي تليها يتم تسجيل الحدث الذي تتسبب في ظهور الفكرة الوسواسية.

في الخانة الثالثة يتم تسجيل الفكرة نفسها، وفي الخانة الرابعة يتم تسجيل شعورك حيال هذه الفكرة، وفي الخامسة يتم تسجيل درجة شعورك من صفر إلى عشرة، وفي الخانة السادسة يتم ذكر المؤيدات للفكرة، وفي الخانة السابعة يتم ذكر المعارضات للفكرة، وفي الخانة الثامنة يتم ذكر شعورك بعد محاكمة الفكرة وفي الخانة التاسعة والأخيرة يتم ذكر شدة الشعور بعد محاكمة الفكرة من صفر إلى عشرة.

على سبيل المثال: لو مررت ليلاً بشجرة وجاءت فكرة وسواسية أنها وحش، فالحدث: هو المرور، والفكرة: أنها وحش، والشعور: سيكون الخوف، وهكذا..
وسجل الأفكار يدخل ضمن العلاج المعرفي للأفكار الوسواسية، ويمكنك الاطلاع على مقاطع يوتيوب تشرح لك الطريقة بدقة.

من المهارات التي قد تفيدك أيضا تمارين التنفس والاسترخاء حيث يمكنك العثور عليها في هذا الموقع برقم (2136015).

من المهم ألا تناقش الأفكار ذهنياً، وإنما يكفي كتابتها بطريقة يدوية كما في سجل الأفكار، وسوف تعمل هذه الطريقة على تحسين الأفكار لديك تدريجيا، وحاول أن تسجل كل الأفكار التي تأتيك تباعا في الجدول المذكور، فائدة هذه الطريقة هي إضعاف الأفكار السلبية وبالتالي التخلص من تأثيرها عليك.

من المهم ملاحظة أن جزءاً من هذه الأفكار السلبية يغذيها الشيطان، لذلك الجأ إلى الاستعاذة من الشيطان عند ورود الفكرة، واقرأ المعوذتين (سورتي الفلق والناس)، إضافة إلى الدعاء.

تنبيه أخير، وهو ترتيب جدولك اليومي وشغل وقتك، وعدم الاستسلام للعزلة والانطواء، لأن ذلك يعمل على زيادة حدة الأفكار الوسواسية.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً