الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لصدمة نفسية تسببت لي في مشاكل بالبلع، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

كنت إنساناً طبيعياً جداً منذ 4 شهور، حتي تعرضت لصدمة نفسية، ومشاكل أسرية؛ تسببت لي في مشاكل في البلع، لا أعرف لها سبباً عضوياً ملموساً، لكن أجريت كل الفحوصات الخاصة بالأعصاب والعضلات، والأمور كلها بخير.

ذهبت لدكتور نفسي ولم يفدني بأي شيء، ودكتور المخ والأعصاب أعطاني علاجاً لمرض اسمه (وهن العضلات) ولم يف بالغرض، وحالتي تزداد سواءً يوماً بعد يوم.

قرأت عن رهاب البلع أعتقد بنسبة 90 %، حالتي تشبه هذه الحالة، مع كثرة الاختناق من الطعام والماء، حتى أختنق من الريق.

أرجو من حضراتكم تفسير هذا الأمر لي، لأني ذهبت لأطباء كثر، ولم أصل لحل لمشكلتي حتى الآن، أنا أتعب ولا يشعر بي أحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

الحالة بالفعل كما تفضلت يظهر أنها نفسية المنشأ، ولا أعتقد أنها ناتجة من أي مرض عضوي، وبالنسبة للأسباب النفسية – أخي الكريم -: في بعض الأحيان الإنسان قد يكون قلقًا نحو أمرٍ مُعيَّن، أو يكون عُرضة لضغوطٍ نفسية مُعيّنة، ولم يستطع أن يُعبّر عن نفسه، وأصبح يكتم في داخله، وهذا الكتمان يتحول إلى طاقات نفسية سلبية تنعكس على الجسد، وأحد الطُّرق التي يُعبر عنها هي من خلال ظهور أعراض جسدية مُعيّنة، بالرغم من أن السبب ليس عضويًّا، إنما السبب نفسيًّا.

إذًا هذا يُسمَّى بالعصاب التحوّلي، أي أنه توجد علَّة نفسية حتى وإن كانت بسيطة، وتحوّلت إلى أعراض عضوية، نعرف مثلاً مَن يحدث لهم فقدان للبصر دون وجود أي سبب عضوي، نعرف مَن يفقدون القدرة على الكلام أو الحركة أو المشي، هذه كلها أعراض تحوّلية تحدث خاصَّةً بالنسبة للشباب وصغار السِّنِّ.

أيها الفاضل الكريم: أنا أعتقد أن هذا هو السبب، ومصداقًا للتشخيص أنت ذكرت أنه حتى الماء والريق تجد صعوبة في ابتلاعهما، هذا دليل بالفعل أن الانقباض الذي يحدث في عضلات المريء هو انقباض نفسي، توتري، توتر النفس يُؤدي إلى توترات عضلية، وعضلات المريء أيضًا هي من العضلات التي تتوتر، ويحدث فيها شيء من الانقباض.

أيها الفاضل الكريم: أنت تحتاج حقيقة أن تلجأ لما نسميه بالتفريغ النفسي، عبِّرْ عن مشاعرك ولا تكتم أبدًا، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: يجب أن تتجاهل هذه الأعراض تمامًا وتعطي نفسك الشعور بأنك شخص طبيعي، وأنك يمكن أن تبلع دون أي مشكلة، وما حدث في الماضي ليس من الضروري أن يحدث الآن، بل نحن نقول للناس: عيشوا قوة الآن، لأن الآن أقوى من الماضي.

أنت تحتاج لتمارين استرخاء، تمارين التنفُّس المتدرجة على وجه الخصوص ستكون مفيدة، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، هذه أيضًا رائعة جدًّا، يا حبذا لو قام الاختصاصي النفسي بتدريبك على هذه التمارين، وفي حالة عدم إمكانية ذلك يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب لتتدرّب على هذه التمارين، وأيضًا يمكنك أن تلجأ لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015) إن شاء الله ستجد فيها إرشادات كثيرة تفيدك.

بقي أن أقول لك إنه سيكون من الجيد جدًّا أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات والمخاوف، الدواء يُسمَّى (سيبرالكس) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام) دواء بسيط جدًّا، وفاعل جدًّا، أريدك أن تتناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذًا أرجو أن تُطبق ما ذكرتُه لك من إرشاد، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً