الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد غضبي من أحد الأصدقاء أصبح عندي صعوبة في النوم

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع العظيم، ومن فيه من أطباء عظماء، حقاً أنتم مع الإنسانية، ومن أجل الإنسانية، وذلك في ميزان حسناتكم، وإن شاء الله أكتب وأسأل من الله أن يوفقني لأن أكون من أمثالكم أنتم قدوتنا.

أنا شاب بعمر ٢٢ سنة، أدرس بكلية الطب سنة ثالثة، قبل شهر ونصف تقريباً انتابني غضب من أحد الأصدقاء على بعض الأمور الدنيوية، ولم أتحدث معه عن ما يزعجني منه ثم استمر غضبي لمدة يومين من زميلي، وفجأة أحسست بالأرق وصعوبة النوم، ولم أعد أستطع النوم، وإذا نمت يكون نومي بأرق جداً.

أسأل نفسي ما سبب الحالة هذه؟ وأنا لم أعد غاضباً من زميلي، ولكن استمر غضبي بدون أي سبب الأرق، وظهر اكتئاب شديد نوعاً ما، ولم أستطع التخلص منه.

استمر لمدة أسبوع، وأنا أعاني، وذهبت إلى أسرتي، حيث كنت ساكناً مع الطلاب في سكن طلابي.

تحسنت حالتي نوعاً ما بسبب أني كنت أفكر أن ما أنا فيه من حالة هو بسبب التغذية، وبسبب أني كنت أستخدم ملينات للبراز، وبسبب أني في ذلك الشهر كانت لدي عملية بواسير، وسأتحسن مع تحسين التغذية، وترك الدواء lactalos.

قمت بتحسين التغذية وشعرت بتحسن تام بعد أسبوع، وذهبت إلى السكن، وعادت الانتكاسة بدون أي سبب أو زعل بعد 5 أيام، واضطررت للذهاب إلى الطبيب النفسي، لأني بحاجة للخروج من هذه الحالة، وأن يكون النوم والمزاج طبيعياً بسبب أني قادم على امتحانات نهائية، وشكوت لطبيب حالتي، وأني أخاف جداً أن هذه الحالة قد تتحول إلى جنون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الذي يظهر لي أنك شخصية لطيفة حسّاسة بعض الشيء، والذي حدث لك ليس اكتئابًا نفسيًّا حقيقيًّا، إنما هو نوع من عُسر المزاج المرتبط بما نسميه بعدم القدرة على التكيُّف أو التواؤم.

حدث ما حدث بينك وبين صديقك، ويظهر أن الأمور على مستوى العقل الباطني احتقنت، وهذا أدّى إلى اضطراب النوم وبقية المشاعر السلبية التي تحس بها الآن.

أنا أعتقد أن هذا الأمر كلّه عارض، وإن شاء الله تعالى سينتهي تمامًا، فكن أكثر ثقة في مقدراتك، وعدِّل من أفكارك من فكرٍ سلبي واجعله إيجابيًّا، وكذلك المشاعر، وكذلك الأفعال.

اجتهد في حُسن إدارة وقتك، حاول أن تنام مبكّرًا، هذا يُفيدك في ترميم خلايا الدماغ، ويعطيك الراحة والاستقرار النفسي الكبير، وتستيقظ مبكّرًا، وتصلي صلاة الفجر، وبعدها يمكن أن تبدأ يومك، مثلاً: تُذاكر لمدة ساعة قبل الذهاب إلى الكلية.

يجب أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة، والحمد لله تعالى أنت الآن تهتمّ بتغذيتك، والإمساك في مثل سِنّك أصلاً يكون مرتبطًا بنوعية الطعام وعدم ممارسة الرياضة، فلذا يجب أن تمارس الرياضة، والحمد لله الآن أنت التفت لطعامك.

لا تنم في أثناء النهار، وكما ذكرتُ لك نم مبكّرًا، واحرص كثيرًا على أذكار النوم، نحن كما لاحظت في هذا الموقع ننصح دائمًا بممارسة تمارين الاسترخاء، خاصة في مثل حالتك، تمارين الشهيق والزفير والتنفس التدرُّجي قيمتها العلاجية عظيمة جدًّا، لذا أنا أنصحك بها، ويمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب لتطبّق هذه التمارين بصورة صحيحة.

أنا أعتقد – وحتى تستقر تمامًا – يمكن أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا مضادًا للقلق، الدواء يُعرف (دوجماتيل) هذا هو اسمه التجاري، وعلميًا يُسمّى (سولبرايد) يمكن أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا مساءً لمدة أسبوع، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، قطعًا هو دواء غير إدماني وغير تعودي، وسليم جدًّا.

إن شاء الله تعالى حالتك بسيطة، وهي بعيدة وبعيدة تمامًا عن الجنون، أسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظنا، وعش حياة إيجابية، وأتمنّى لك مستقبلاً زاهرًا بحول الله وقوته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً