الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طقوس وسواسية من نظافة الحمام، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

احتاج إلى مساعدتكم، جزاكم الله خيراً.

أعلم أن أسئلة الموسوسين جداً مزعجة، والحمد لله فإني أطبق العلاج وأحاول قدر المستطاع تجاوزه فيما يخص النجاسة خاصة، إلا أن هناك أمراً لا أوسوس فيه، وقد أرهقني كثيراً، وهو مقعد الحمام أعزكم الله، دائماً أجده نجساً فأمي لا تجلس عند التبول لأنها تظن بأننا سننقل لها أمراضاً أنا وأختي.

علماً بأننا لسنا مصابتين بأي عدوى، لكنها تتخيل ذلك، فبالتالي تنجس المقعد دائماً، ولا تغسله فأضطر بذلك أن أغسله عند كل استعمال، وذلك شاق، خاصة لعدم توفر أرضية الحمام على بالوعة، أو أمسحه فقط وأغسل نصفي السفلي كله بعد الانتهاء فصرت أكره دخول الحمام وأحبس البول حتى تسبب لي هذا في التهاب.

آسفة على الإطالة لكن هل تستطيعون أن تساعدوني بفكرة تسهل علي الحياة؟ وهل إذا قمت فقط بمسح المقعد وتفريش بعض المناديل قبل الجلوس لن تنتقل إلي النجاسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غزلان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية.

لا أريدك أبدًا أن تنظري لموضوع نجاسة المقعد بمبالغة، حتى وإن لم يكن استعمال المقعد هذا ليس صحيحًا من جانب الآخرين، لكن أعتقد أن الأمر أيضًا قد تضخَّم وتجسَّم لديك، وذلك من خلال المنظومة الوسواسية.

حقّري هذا الفكر تمامًا، وكما تفضلت مسحة واحدة بمنديل مبلول بالماء ستكون كافية جدًّا وليس أكثر من ذلك، أو رشّة واحدة بالماء على المقعد ستكون كافية، وفي ذات الوقت أريدك أن تُعرضي نفسك للدخول لحمّامات أخرى، مثلاً إذا كان في المنزل أو إذا ذهبت لأي مكان، دون أن تمسحي ذاك الحمام، إلَّا إذا رأيت لون بول على المقعد، أو رأيت أنه متسخ، لأنك الآن على قناعة أن أهل البيت هم الذين يُسبّبون ما تعتقدين أنه نجاسة على المقعد.

حين تستعملين حماماً آخر لا أريدك أبدًا أن تعتقدي هذا الاعتقاد، نعم طبعًا الإنسان إذا استعمل حماماً عاماً من الأفضل أن يُنظفه حتى يطمئن، لكن لا تكون هذه الممارسة مع جميع الحمامات، أهم شيء هو أن تُحقري الفكرة الوسواسية، النظافة للحمام لمرة واحدة لا بأس بها، هذا أمرٌ غير مرفوض.

أهم من ذلك ألَّا يكون الموضوع شاغلاً لك، هذا قرار يتخذه الإنسان في نفس اللحظة، يمسح مسحة واحدة وبعد ذلك لا تُبادره هذه الأفكار، بمعنى: إذا لم يُوجد الإلحاح والاستحواذ للفكرة فهذا ليس بوسواس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً