الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحدث الزوجة مع أجنبي عبر الواتس بهدف مساعدة زوجها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كان عندي مشكلة مادية كبيرة، وبفضل الله يسر الله لي رجلا من خارج البلاد أنقذني من هذه الورطة، ولكن بين الفترة والأخرى يتواصل مع زوجتي لكي يراقب تصرفاتي ويسألها عن حالي إذا كنت لا أزال أسبب مشاكل مادية، فما حكم هذا التواصل؟ علما أنني معظم الأحيان أنا من أرد على تواصله مع زوجتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها -الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُسعدك، وأن يملأ يديك بالخير والمال، وأن يُعينك وزوجتك على طاعة الكبير المتعال.

لا شك أن حديث الزوجة مع الرجل الأجنبي يُزعج الزوج، وأرجو أن تتفهم زوجتك هذا الأمر، وأنت أيضًا أرجو ألَّا تُعطي الموضوع أكبر من حجمه، إذا كان الرجل قد ساعدكم لوجه الله تبارك وتعالى، ويسأل بين الفينة والأخرى؛ نحن قطعًا لا نُفضّل هذه الطريقة، خاصة التواصل مع الزوجة، وكان من الممكن أن يُطالبها بإعطائه الهاتف الخاص بك ليكون التواصل بينك وبينه، هذا أضبط من الناحية الشرعية، وأحفظ لأجله، وفيه المحافظة على كل الأطراف، عندما نأتي البيوت من أبوابها.

ولكن لا أريد أن تُعطي الموضوع أكبر من حجمه، ونحن إلى الآن لم نعرف هل هذه الزوجة لمَّا تواصلت مع الرجل، أو هذا التواصل يحصلُ لأنه قريبٌ لها، أو فقط لأنه ساعدها عن طريقها، يعني: ما هي أسباب هذا التواصل؟ ثم ما هو نوع هذا الكلام؟ وعلى كل حال، فالأصل أن تظنّ بزوجتك وبالرجل خيرًا، لكن عليه أن يتجنّب هذا السبيل، وننصح زوجتك بالهرب منه، أو إرسال هاتفك له، ليكون التواصل بينك وبينه إذا أراد أن يُساعد أو يتفقّد أو يسأل عن الأحوال، حتى لو كانت الزوجة قريبة له، فننصح بأن يكون التواصل معك، ثم بعد أن ينتهي معك يقول: أعطني أمُّ فلان أسلِّم عليها، إنْ أراد.

دائمًا لمَّا نتحرى هذه القواعد الشرعية والضوابط في العلاقات؛ هذا يُسعد كل الأطراف، ويجلب السعادة لكل الأطراف.

هذا التواصل قطعًا نحن لا نُحبذه، ونتمنّى أن تُشجّع زوجتك على التواصل مع الموقع لتعرض ما عندها، وأرجو أن يكون بينك وبينها النصح والتعاون على ما يُرضي الله تبارك وتعالى، القائل: {وتعاونوا على البر والتقوى}، وأرجو ألَّا يُعيّر أي طرفٍ للثاني لنقصٍ فيه أو لما يحصلُ منه، وإنما نجعل همَّنا الإصلاح، وبُشرى لمن يسعى للإصلاح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول: (لأن يهدي الله بك رجلاً – طبعًا: أو امرأة – خيرٌ لك من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كانت المرأة هي الزوجة، وكيف إذا كان الرجل هو الزوج.

لذلك أرجو أن يكون هدفكم الإصلاح والحرص على الاستقرار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك الله لنا ولكم في الأرزاق والأموال، ونُكرّر الترحيب بك في الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات