الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض التي أشعر بها ما تفسيرها؟ وهل أنا مريض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

بدأت أشعر قبل ٧ أشهر بضيق في التنفس، فأخاف وتتسارع ضربات قلبي، فذهبت إلى طبيب هضمي لأنه كان لدي غازات وحموضة، فقال لي: بسبب الارتجاع المريئي، وأعطاني الدواء، وتوقفت عن التدخين، وتحسنت في تلك الفترة.

ولكن ومنذ ٤ أشهر بدأت أشعر بأعراض شبه دوخة، وإرهاق وخفقان في أغلب اليوم لكن ليس تسارعا أكون جالسا فأشعر به بشكل متكرر، وألم الصدر في الجهة اليسرى ينتقل تحت الإبط، والكتف والظهر يزعجني كثيراً، بالإضافة إلى غرغرة البطن أعتقد أنها غازات فلست متأكدا.

عملت التخطيط ٣ مرات، وإيكو مرتين، والأنزيمات، كلها سليمة، قال لي الطبيب: فقط راجع النادي وغير نمط حياتك، ولم يعطني أية أدوية، وراجعت المستشفى، وقاموا بالفحوصات، وقالوا لي: مشكلتك نفسية، لكني أخاف كثيرا، وأصبت بالوسواس القهري بسبب الأعراض، وأبحث على قوقل كلما تأتيني الأعراض، وأخاف أن تزيد، مع العلم أنني أعاني من مشاكل عاطفية ونفسية أحاول تجاوزها، فما هي استشارتكم؟ ولماذا أشعر بالإرهاق والدوخة؟ وما هي تلك الأعراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bashar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع.

إن شاء الله الموضوع بسيط جدًّا، هذه الأعراض التي انتابتك هي أعراض نفسوجسدية، هكذا تُسمّى، فأنت لديك شيء من القابلية للقلق، وهذا القلق يتحول إلى توترات نفسية، والتوترات النفسية تؤثر على كثير من أجهزة الجسد، خاصة الجهاز الهضمي، وكذلك تؤدي إلى تأثير على ما يُعرف بالجهاز العصبي السمبثاوي، ومن خلال نشاط يحدث في تصارع ضربات القلب.

توقفك عن التدخين هو خطوة ممتازة، خطوة إيجابية جدًّا، لأن النيكوتين - بجانب مضارَّه الأخرى وهي كثيرة - يُؤدي حقيقة إلى زيادة في اليقظة وزيادة في القلق لدى بعض الناس.

بالفعل أنت تحتاج لنمط الحياة الإيجابي، والذي يجب أن يشمل: ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب السهر، والحرص على النوم الليلي المبكّر، وتبدأ يومك بعد صلاة الفجر مباشرة، تُصلي الفجر، ثم تجلس وتدرس لمدة ساعة مثلاً، ثم تذهب إلى مرفقك الدراسي، وتكون دائمًا إيجابي التفكير، وتُحقّر الفكر السلبي، واجعل غذائك منتظمًا، أكثر من التواصل الاجتماعي، كن بارًّا بوالديك، يجب أن تعيش الحاضر بقوة، وتكون لديك تطلُّعات إيجابية نحو المستقبل.

المشاكل أيًّا كانت - عاطفية أو نفسية أو خلافه - الحياة لا تخلو من هذا، والإنسان يتعامل مع مثل هذه الأمور بكياسة وحكمة، وتسأل الله التوفيق.

الدوخة والرهاب وغيرها هي من أعراض القلق، وتتحول - كما ذكرتُ لك - إلى أعراض نفسوجسدية.

أنا أنصح لك بتناول عقار (دوجماتيل Dogmatil) والذي يُعرف باسم (سولبيريد Sulpiride)، متميز جدًّا في علاج مثل هذه الحالات - خاصة الدوخة - تناوله بجرعة كبسولة (خمسون مليجرامًا) صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله. دواء فاعل، وممتاز، وغير إدماني، وبهذه الجرعة الصغيرة ليس له آثار جانبية سلبية.

أضف إليه عقار آخر يُسمّى (إندرال Inderal) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (بروبرانولول Propranolol) تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله. البروبرانولول يتميز بأنه يكبح تسارع ضربات القلب بصورة إيجابية.

هذه هي نصائحي لك، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً