الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انعدام الرغبة الجنسية رغم سلامة كل التحاليل.

السؤال

السلام عليكم.

الأدوية النفسية سببت لي انعدام الرغبة الجنسية، تركت دواء الريسبيريدون منذ شهرين، ومنذ أيام ذهبت لطبيب غدد صماء، وعملت تحاليل لكل الهرمونات وكانت النتيجة طبيعية (هرمون الذكورة، وهرمون البرولاكتين، وTsh) والنتائج كانت طبيعية، فما سبب المشكلة؟

قرأت على الإنترنت أنه يوجد دواء يسمى ويلبوترين هذا الدواء قرأت عنه أنه يعالج المشاكل الجنسية الناتجة عن استخدام الأدوية النفسية، فهل هذا صحيح؟

وأحب أن أوضح نقطة أن مشكلة الرغبة الجنسية لدي ليست مشكلة نفسية، فأنا لم أفقد الرغبة الجنسية إلا بعد تناولي للأدوية النفسية، فهل يوجد حل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: ضعف الرغبة الجنسية المرتبط بالأدوية النفسية - خاصة الأدوية مثل الريسبيريدون Risperidone - يكون مصحوبًا بارتفاع مستوى هرمون الـ (برولاكتين Prolactin)، أمَّا الأدوية المضادة للاكتئاب فلا تعمل من خلال هرمون البرولاكتين، إنما من خلال ميكانيزمات (mécanismes) مختلفة.

الآن - يا أخي - الحمد لله كل نتائجك طبيعية، وهذا أمرٌ مُشجّع جدًا، ونستطيع أن نقول - أخي الكريم - أن أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ضعف الرغبة أو الأداء الجنسي هو التخوف من الفشل الجنسي.

كثير من الناس لديهم ما نسميه بالقلق التوقعي حول أدائهم الجنسي، مثلاً: إذا كان الواحد مصاب بمرض السكر، أو استعمل بعض الأدوية النفيسة، هذه بالفعل لدى بعض الناس قد تُسبب ضعف في الرغبة أو في الأداء الجنسي، وبعد أن تُزال هذه الأسباب - أي يتم التوقف عن تناول الأدوية النفسية، ومرض السكر مثلاً يكون في أفضل حالاته من حيث التنظيم - تجد أن الخوف المستقبلي التوقعي يجعل هؤلاء يحدث لهم أيضًا ضعف في الرغبة أو الأداء الجنسي.

فأريدك - أخي الكريم - أن تُحرر نفسك تمامًا من الخوف من الفشل، وطبعًا هنالك عوامل مهمة جدًّا بالنسبة للمتزوجين من أجل تحسين الرغبة الجنسية، هو: اللعب الجنسي المشروع، والخيال الجنسي الصحيح والمنضبط، هذه كلها عوامل تساعد حقيقة في زيادة الرغبة الجنسية.

بالنسبة لعقار (ويلبوترين Wellbutrin) والذي يُسمّى (بوبروبيون Bupropion) هو حقيقة في الأصل مضاد للاكتئاب، ويُستعمل أيضًا في المساعدة في التوقف عن التدخين، وبالفعل هذا الدواء يتميز بخصائص ممتازة جدًّا، وهو أنه يُحسّن الرغبة الجنسية، كما أنه يُؤدي إلى تخفيض بسيط في الوزن، ويؤدي إلى زيادة في اليقظة، لذا ننصح بتناوله في فترة الصباح. الجرعة المطلوبة - أخي الكريم - في مثل حالتك هي: مائة وخمسين مليجرامًا في الصباح.

احرص - يا أخي - على ممارسة الرياضة، وعلى التوازن الغذائي؛ لأن هذه كلها عوامل ممتازة جدًّا لتحسين الرغبة الجنسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً