الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في تفريج كربة عاصي وأخي ينصحني بالبحث عن غارمين آخرين!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسكن في قريتي تاجر كبير، علمت مؤخراً أنه قد قبض عليه لديون كبيرة تخص تجارته، يحاول إخوته توفير المبلغ المطلوب.

أفكر في مساعدتهم بما أستطيع، لكن أخي ينصحني بعدم فعل ذلك؛ لأن هذا الرجل على معصية كبيرة، وربما يكون هذا رادعاً له، ونصحني بالبحث عن غارمين آخرين، ربما يكونون أكثر حاجة ومساعدتهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي رغبتك في الخير ومساعدة الآخرين، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعوضك خيرًا، ونبشّرُك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يسّر على مُعسرٍ يسّر الله عليه، ومن فرّج عن مسلمٍ كُربة فرّج الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة).

إذا كنا أمام خيارين، هناك مكروب صالح ومكروب مُقصّر فالأولى تقديم الصالح، لكن هذا لا يعني أننا لا نُساعد الناس لما عندهم من مخالفات، فالمخالفات بينه وبين رب الأرض والسماوات، ونحن بمساعدتنا نرجو الأجر والثواب من الله -تبارك وتعالى-، وينبغي أن نصطحب ذلك بنية هدايتهم والنصح لهم، فإن الإنسان إذا كانت لنا عليه يد وساهمنا في فكاك أسره فإن هذا يدعوه إلى سماع كلامنا واحترامنا والاستماع لنُصحنا.

على كل حال فالمؤمن إذا فعل شيئًا فإنه يفعل بنية، وإذا كان هناك -كما قال الشقيق/الأخ الذي قال لك هناك من هو أحوج وأتقى-، فهذا قطعًا أولى من هذا المقصر الذي في ورطة، خاصة كلُّهم في ورطة، وهذا مُقصّر وهذا فيه طاعة وخير، فالأولى تقديم المُطيع لله -تبارك وتعالى-.

أنا أجد في نفسي ميلاً إلى أن يكون لك مساهمة في هذا ومع هذا، حتى تأتي البيوت من كل أبوابها، أبواب الخيرات، تدخل إليها من كل الأبواب، واحتسب في نفقتك وبذلك وجه الله -تبارك وتعالى-.

زادك الله حرصًا، وفرّج الله عن كل مهموم وعن كل غارم مديون، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا على فك أسر الناس ليفكّ أسرنا ويعتقنا ويعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأُمّهاتنا من النار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً