الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعالج من تضخم الكلى بسبب تضيق في الحالب؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي تضخم في الكلية اليسرى بسبب تضيق في الحالب وسمك قشرة الكلى 3 مم، فقال لي الطبيب أن هذه الكلى لا تعمل، مع العلم أنها أثناء التصوير المقطعي المحوسب CT ظهرت المادة المشعة التي تلقيتها عن طريق الحقن في الحالب، فهل من الممكن أن تمر هذه المواد المشعة إلى الحالب والكلية متوقفة؟ وإذا كانت متوقفة، فهل تجب إزالتها؟ مع العلم أني لا أشعر بألم، وقد اكتشفت ذلك بالصدفة عن طريق تصوير مقطعي محوسب للظهر سابقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الحبيب: يبدو لي من وصف حالتك أن انسداد الحالب قد أدى إلى التضخم التدريجي في حجم الكلية، وذلك بالطبع على حساب قشرة أو لحم الكلية، والذي وظيفته تخليص الجسم من الفضلات والمواد الفائضة عن حاجته على هيئة البول، وللأسف فإن هذا التوسع المستمر قد يؤدي إلى فقدان الجزء المهم في تكوين البول، وهو ما يتعارف عليه بفقدان الكلية لوظيفتها، وهذا السمك القليل في القشرة يعلمنا بمدى تقدم التضيق وفقدان الكلية لحجم القشرة، وبالتالي لوظيفتها، هذا بالطبع لا يمنع من تواجد بعض المكونات المنتجة للبول بصورة غير فعالة للمريض، ولكنها تظهر على هيئة ما وصفت من ظهور المادة المشعة في الكلية المصابة.

إنما ما يهمني هنا هو نسبة انقسام ووظائف الكلية، وهذا فحص يوضحه المسح النووي أو الذري، هنا يتفق كثير من أطباء المسالك البولية من أنه لو كانت وظائف الكلية المصابة النسبية أقل من 20%، فإن هذه الكلية غير صالحة لإفراز بول طبيعي، وتسمى حينها بالكلية الفاشلة أو الضعيفة جدا، وهنا يتوجب علينا شكر الخالق الكريم عز وجل والذي أنعم علينا في الكثير من الأعضاء المفيدة بجعلها من زوجين اثنين، وعلى ذلك فإن الكلية اليمنى أكثر من قادرة على القيام بوظيفتها بشكل كامل، بل إنها على أغلب الظن كانت تحفظ لك وظائف الكلى بدون أن تحس لفترة طويلة، وذلك إلى أن عرفت بحالة الكلية اليسرى، وذلك بالصدفة المحض كما وصفت.

وأحب هنا أن أنوه بأن هناك الكثير من الناس ممن يولدون بكلية واحدة، أو ممن يتعرضون لإزالة إحدى الكليتين إما تبرعا لقريب، أو نتيجة لحالات مرضية كثيرة، منها الأورام والحوادث وأمراض أخرى.

وأنصحك بترك الكلية اليسرى في مكانها وعدم إزالتها، فإنه من منظور طبي ننصح بإزالة مثل هذه الكلى في الحالات التالية:
1ـ حدوث التهابات بولية متكررة.
2ـ آلام شديدة ومتكررة.
3ـ التبول الدموي المتكرر.
4ـ تكوين الحصوات الكبيرة.
5ـ وفي بعض الحالات النادرة جدا ارتفاع ضغط الدم العالي غير القابل للعلاج، أو السيطرة عليه بالأدوية، والذي يتوجب أن يتم تشخيصه بدقة، والتأكد من أنه ناتج عن هذه الكلية المصابة.

أما لماذا لا أنصح بإزالتها؟ إذا لم تكن مضايقة للمريض فإن الأسباب كثيرة، أولها لماذا نعرض المريض لجراحة غير ضرورية مع مخاطر الجراحة والتخدير ومعاناة ما بعد الجراحة لكلية غير مؤذية للمريض؟ ومن الأسباب الأخرى أن هذه الكلية وإن كانت لا تنتج البول إلا أنها تنتج الكثير من المواد المفيدة للجسم كالهرمون المفيد في إنتاج الكريات الدموية الحمراء، فلمادا التضحية بكل هذا، كما أنه ليس هناك من خطر من نشوء أورام بها لمجرد توسعها وضعف وظيفتها.

أخيرا: لماذا أعرض المريض لآثار العملية وتشويه البطن بدون حاجة؟ وأكتفي هنا بهذا القدر من المعلومات راجيا من المولى عز وجل أن أكون قد طمأنتك، وأجبت على تساؤلاتك الملحة.

حفظك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً