الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسمع صوتا وقت العبادة، فهل ما أسمعه وسواسا، أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا إنسانة لست ملتزمة جدا، ولكني أصلي، وأقرأ القرآن بل أحاول حفظه، ولا يمر علي أسبوع بدون فتح القرآن الكريم، وأتصدق، وأصوم، وأسبح، وأفعل الخير، ولكن لا يخلو الأمر من بعض المعاصي التي أتمنى أن أتوب منها.

ولكن الأمر الذي أريد أن أسأل عنه هو في بعض الأحيان وأنا جالسة لوحدي ولا أفعل شيئا، أو في الليل، أو أثناء قراءتي للقرآن الكريم أحس أن هناك صوتا داخلي يتكلم ويطرح علي أسئلة غير منطقية، ويجعلني أدخل في تساؤلات دنيوية، ولماذا نحن نعبد الله؟ أسئلة أخجل أن أفكر فيها بيني وبين نفسي، أسئلة من باب الكفر فأتعوذ من الشيطان وأستغفر الله، وتتلاشي هذه الأفكار، ولكنه تعود وتطرح علي أول ما أهم بفعل شيء من العبادات.

تعبت من الموضوع، ولكن هذا الصوت يصر على دفعي في اتجاه آخر، ولكني أبيت إلا أن أظل أعبد الله، وأؤمن بالله وبرسوله.

سؤالي: ما هو هذا الصوت؟ وهل هذا ما يسمي بجهاد النفس، أم أنا ممسوسة؟ وكيف يمكن أن أقوي نفسي وأحصنها؟ وهل علي إثم فيما يحدث لي؟ وللعلم إني أقوم بالمحافظة على صلاتي في وقتها، وفعل الطاعات بقدر المستطاع، فأرجو منكم نصيحتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rania حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

قد أحسنت - أيتها البنت العزيزة - حين لجأت إلى الله سبحانه وتعالى بذكره واستغفاره والاستعاذة به، وهذا من توفيق الله تعالى لك، فإن هذه الحالة التي تعانين منها هي نوع من الوساوس التي جعل الله تعالى صرفها والتخلص منها بالاستعاذة به والتجاهل لها، وهذه هي وصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لمن أُصيب بشيء من هذه الوساوس والأسئلة، فقال عليه الصلاة والسلام: (فليستعذ بالله ولينتهِ)، وفي رواية: (فليقل: لا إله إلَّا الله)، فالشيطان يهرب ويخنس إذا ذُكر الله، وإذا استعذت بالله فأنت تطلبين منه الحماية، والله تعالى قدير على هذا الشيطان، قادرٌ على قهره.

فاستمري -أيتها البنت العزيزة- في هذا المنهج الذي أنت عليه، من الفزع إلى ذكر الله تعالى والاستعاذة بالله كلَّما داهمتك هذه الأفكار، والانصراف عنها، والاشتغال بشيءٍ آخر. واعلمي أنها لن تضرّك، وأنك لا تأثمين، ولن يُؤاخذك الله تعالى بها، بل كراهتُك لها وخوفُك ممَّا يترتّب عليها دليل على وجود الإيمان في قلبك، فاطمئني واستريحي.

وننصحُك بتجنُّب الخلوة بنفسك كثيرًا من غير عملٍ يشغل نفسك وقلبك، فإذا انفردتِّ فاشتغلي بذكر الله سبحانه وتعالى، أو بعملٍ دنيوي يعود عليك بنفعٍ، حتى تشغلي نفسك عن التجاوب مع هذه الأسئلة التي تطرحُها عليك هذه الوساوس.

ومع الأخذ بهذا النوع من مدافعة هذه الوساوس ننصحُك أيضًا بأن تستعيني بالأطباء النفسيين الثقات، فإنهم سيرشدُونك إلى بعض الأدوية الحسّية التي تُجري تعديلاً في جسمك وتركيبٍ بما يُعينك على التخلُّص من هذه الوساوس.

نسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بالعافية، ويصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً