الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الأرق الحاد وصعوبة النوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر ٢٣ عاماً، ملازم على الصلوات -الحمد لله- وفعل الخير آملا أن يتقبل الله مني، تكمن مشكلتي أنني إنسان كثير التفكير والتدبير، منذ فترة ليست بقليلة زارنا أحد أقاربنا وبقي عندنا عدة أشهر، كان المعروف عن هذا الشخص أنه كثير التفكير ودائما ما يسعى للبحث في الماورائيات والجن ..إلخ، وفي ليلة من الليالي وأنا في نوم عميق استيقظت على حركته في منتصف الليل وهو يزعم أنه يرى أشياء لا نراها ويصارع أشياء لا نراها.

أنا وبفضل الله إنسان مؤمن، ولكن لا أخفي أني حينها تعرضت لشيء من الصدمة المفاجئة وشعرت بنبضات قلب قوية بعد هذا المشهد، تركت الغرفة وذهبت للنوم في غرفة أخرى، استطعت النوم ولكن استيقظت على كابوس أو جاثوم على هيئة هذا الشخص، ومن حينها إلى الآن أعاني مشكلة في النوم، أعاني بصعوبة كبيرة في البدء بالنوم أو نوم متقطع، والآن غادر هذا الزائر وما زلت على حالي هذا، وقد تخطت الفترة الثلاث أشهر، وقمت بعدد من الفحوصات وأظهرت أني أعاني من نقص Vitamin b12، و Vitamin D، وأنا الآن -بفضل الله- آخذ العلاج المناسب منذ عدة أسابيع.

أنا ملتزم بوقت نوم معين، وممارسة الرياضة بشكل يومي، ولا أشرب أية منبهات، وما زلت لا أستطيع النوم، أشعر أني بمجرد وضع رأسي على الوسادة يبدأ عقلي بالعمل بشكل كبير، أصبح نومي خفيفا جدا، إذ أني أشعر بكل شيء حولي. وأنا والحمد لله أعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا الله، وليس عندي خوف من الجن أو الظلمة.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله يا أخي أن يتقبل منك صالح الأعمال، وأسأل الله أن يبلغنا جميعاً شهر رمضان الكريم ويجعلنا من الصائمين القائمين.

أخي التجربة التي مررت بها من خلال ما شاهدته من هذا الأخ الزائر، والكلام في الغيبيات ما كان يتحدث عنه هذا له واقع نفسي كبير وأحد الإشكالات التي توجد في مجتمعنا هو الحديث المبالغ فيه عن الجن وعن ما يزعم البعض حول السحر وخلافه، مع وجودهما لكن أصبح الناس يتخوفون منهما بشكل كبير، هذا دليل على إشكالات كثيرة، أنا اعتقد الذي حدث لك هو نقل غير مباشر لتجربة هذا الأخ الزائر، حدث نوع من التماهي النفسي وهذه التجربة مرعبة لأي إنسان، فحدث لك أيها الفاضل الكريم ما نسميه بعدم القدرة على التكيف، عدم القدرة على التوائم مما نتج عنه كما تفضلت اضطراب النوم وهو ناتج من قلق.

الحمدلله أنا أشعر أنك -فضلاً من الله تعالى- على المنهج الصحيح، ونسأل الله تعالى أن يحفظك ويزيدك من الفضل والخير، وكل الذي أريده هو أن تتعامل مع الأمور بصورة طبيعية وواقعية جداً، ولا تشغل نفسك أبداً بالمرئيات والجن وخلافه، الله خير حافظ يا أخي، أحرص على أذكارك، وحاول أن تنظم نومك من خلال ممارسة الرياضة، وتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها مفيدة جداً، وتوجد برامج على اليوتيوب توضح لك كيفية ممارسة هذه التمارين.

قطعاً استيقاظك على الكابوس أو الجاثوم هذا يدل على درجة القلق التي كنت تعاني منها، ومن الأشياء التي أنصحك بها أيضاً هو أن لا تتناول أطعمة دسمة، ويا حبذا لو كانت وجبة العشاء خفيفة ومبكرة هذا يبعد تماماً الجاثوم وخلافه، وتجنب النوم النهاري هذا ضروري جداً ومن الجميل أنك الآن تتناول العلاج التعويضي لنقص الفيتامينات، أنا أعتقد أن تناولك لأحد مضادات القلق البسيطة سوف يساعدك، عقار مثل المويتفال إذا وجدته تتناوله بجرعة حبة ليلاً وإذا لم تجده هنالك عقار ديناكسيت تتناوله بجرعة حبة صباحاً ليس ليلاً، وهذا يكون لمدة شهرين مثلاً ثم تتوقف عنه، ولا مانع أن تتناول الميلاتونين وهو مركب طبيعي تفرزه غدة دماغية تسمى غدة بانيل، وكثير من الناس يكون لديهم اضطراب في الميلاتونين، لذا أعتقد أن هذه الخطوة الأولى أن تجرب الميلاتونين بجرعة 5 مليجرام تناوله ساعتين قبل النوم وإن شاء الله سوف يفيدك كثيراً.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأرجو أن تتواصل معي مرة أخرى إذا حدث أن حالتك لم تتحسن لا قدر الل، جزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً