الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعانة على ترك التحدث إلى شاب من شباب الشات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
أولاً: أحب أن أشكركم على هذا الموقع، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.‏
أنا طالبة أدرس في مرحلة الماجستير، عمري 22 سنة، ترددت كثيراً في إرسال هذه الرسالة لكم، لكني لم ‏أستطع أن أركز في دراستي، وأنتم تعرفون أن مرحلة الماجستير صعبة، ولهذا أريدكم أن تقفوا بجانبي ‏وتفيدوني بسرعة .‏

الموضوع باختصار: كانت عندي مشكلة في بيتنا، وكانت الظروف صعبة، وفي يوم دخلت النت أبحث ‏عن موضوعٍ في الدراسة ولكن الشيطان أوقعني في الشات، وهذه أول مرة أتكلم مع شاب؛ وذلك لأني ‏كنت في هذه الفترة محتاجة أكلم أي أحد، المهم تكلمت مع هذا الشاب، وتعرفت عليه، ووجدت به ‏مزايا كنت أحلم بها طول حياتي، وكنت أكلمه في الدين وكان سعيداً؛ وبحكم طبيعتي كنت من وقتٍ ‏لآخر أبتعد عنه؛ لأني كنت خائفة من شراك الحب، وكنت أخاف من الله، لكن كنت أشتاق إليه ‏وأكلمه مرةً أخرى، وأجده يبحث عني، وهو يريد الارتباط بي، وأنا أيضاً، ولكني أخاف من أن تنتهي ‏كرامتي إذا عرف أهلي وأهله، ولكن كان يقول بأنه لن يقول لأهله، وأني على رأسه كما كان يقول، ‏ولكن المشكلة أنه الآن في بلدٍ غير مصر لكنه مصري، وسوف يرجع بعد شهرين، وكان يقول أن أول ‏حاجة سيعملها إذا رجع زيارته لنا، ولكني منذ فترة قطعت كلامي معه؛ لأني خائفة جداً من الله، وأشعر ‏أني أعمل شيئاً خاطئاً، وأني لا أستاهل ثقة أهلي في، وكان هذا الشاب يثق في، ويرى أن هذا الأمر ‏عادي ما دام أني لا أكلم غيره، لكني رفضت وبشدة، وبقيت فترةً لا أكلمه، وبعد مدة قررت أن أبين له ‏بأن هذا حرام، ووجدت أنه يحلف لي بأنه لا يكلم أي فتاةٍ غيري، وأنه محتاجٌ لي خاصةً وأنه في الغربة، ‏وأناً حالياً منقطعة عنه، ودائماً يأتيني إحساس أكلمه، ولكن الحمد لله أمسك نفسي ولا أكلمه، وأنا ‏خائفة من أن يأتي يوم وأكلمه.‏

أرجو نصحي وإرشادي، ماذا أفعل؟ فأنا لا أريد الوقوع في الحرام، وأريد أن تبقى كرامتي عالية وثقة ‏أهلي في كذلك.‏

أرجو عدم إهمال رسالتي، فأنا أريد أن أنجح في دراستي.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله لكِ النجاح والفلاح، والهدى والتقى والصلاح.

فقد أحسنت بتوقفك عن مكالمة ذلك الشاب، فليس أغلى عند الفتاة بعد إيمانها من حياتها وكرامتها وثقة أهلها فيها، وإن كان في الشاب خير فليأت البيوت من أبوابها، ويطلب يدك دون أن يعلم أحد بالذي كان، مع ضرورة أن تستغفري الكريم المنان، وأبشروا فإنه سبحانه يغفر الذنب ويرزق الأمان والإيمان.

وليتنا نتذكر أن الصحابة كانوا إذا حز بهم أمر فزعوا إلى الصلاة، يتأولون قول الله: (( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ))[البقرة:45] فهي طاعة الله، وذكره آمان للخائفين وتنبيه للغافلين ومرضاة لرب العالمين، ولكن ضعف الإيمان وفساد الخلان يدفعان إلى الشرور والخذلان.

ولا أظن أن هناك مانعا أن يتقدم لطلب يدك عند عودته، وليس من الضروري أن يخبر أحداً بالطريقة التي عرفك بها، وليس هناك صعوبة من ترتيب هذا الأمر، فالجميع يعلم أن مسألة الزواج قسمة ونصيب، وإذا استطعت إغلاق باب المراسلات والمكالمات فسوف يتبين لكِ صدق ذلك الشاب من كذبه، فإنه إذا كان صادقاً في مودته ورغبته، فسوف يسلك كل طريق للوصول إلى أهلك، ويمكن أن يخبرهم أنه رآك في الجامعة ورغب في الارتباط بك بعد أن سأل بعض صديقاتك.

وإذا حصل هذا، فأرجو أن تطلبي فرصة للتعرف على أسرته وأخلاقه، وأرجو أن يعاونك في ذلك أرحامك وإخوانك، وإذا تحققت الرؤية الشرعية وتعرفتم عليه وعلى أسرته، فإن هذا هو بداية الطريق الصحيح الذي يحفظ لك دينك ويعينك -بعد توفيق الله – على صيانة سمعتك ومكانة أسرتك.

فاتقي الله في نفسك، ولا تضعفي أمام الأزمات، وتوكلي على رب الأرض والسموات، واعلمي أن الله مع الذين اتقوا، وأنه تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا.

والله ولي التوفيق والسداد!


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً