الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك إشكالية من الاستمرار على العلاج مدى الحياة؟

السؤال

السلام عليكم.

تهنئة لدكتورنا الفاضل: محمد عبد العليم والقائمين على هذا الموقع المبارك، بحلول قرب شهر رمضان المبارك جعلكم الله من صوامه وقوامه، وممن يُكتب لهم العتق من نيرانه.

يوجد لي عدة استشارات على هذا الموقع، وبعد نصيحتك ذهبت إلى طبيب تفسي ووصف لي انتابرو ٢٠ -ولله الحمد- من قبل ومن بعد، فقد تغيرت حياتي كثيراً، عاد ما كنت أفتقده من النوم ومن كثرة القلق والتفكير، لكن يتخلل الشهر يومان إلى ثلاثة أيام من القلق البسيط وتغير المزاج، وأنا لا ألتفت لها، لكن منذ البارحة هناك قلق مع شيء من الخوف والتعب، علماً أنني مستمر على العلاج منذ سنة كاملة، ومتردد في تركه، لأنني وجدت الهدوء والراحة من بعد الله ثم العلاج.

السؤال الثاني: هل يمكنني الاستمرار على العلاج طول حياتي، هل هناك إشكالية؟

السؤال الثالث: ما رأيك في أوميقا 3 هل يساعد في سرعة استجابة النواقل العصبية؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبات هذه، ونبارك لكم قدوم شهر رمضان المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبّل الطاعات.

أخي الكريم: كم أنا سعيد ومسرور أن أسمع حول هذا التقدُّم العلاجي الذي طرأ على حالتك، فأسأل الله تعالى لك ولنا دوام العافية والصحة، وأن يجعلنا من الشاكرين عليها.

أخي الكريم: لا تنزعج لهذه الهفوات التي تحدث كل يومين أو ثلاثة -كما ذكرتَ- فالقلق طاقة إنسانية مطلوبة -أخي الكريم-، فالذي لا يقلق لا ينجح، وحتى إن زاد هذا القلق عن المعدّل البسيط فهذا يجب ألَّا يزعجك أبدًا، لأن الحالة العامة قد تحسّنت كثيرًا، والقلق البسيط الذي يأتي هذا أعتقد هو تنبيه للإنسان ليحرص في تطبيق الآليات السلوكية: من ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي، وحُسن إدارة الوقت، هذه كلها مهمّة جدًّا كمكمِّلات علاجية، فيجب أن تحرص عليها.

الحمد لله حالتك طيبة وطيبة جدًّا، وأنا أقول لك: لا مانع أبدًا من أن تستمر على السيبرالكس، وهذا الدواء له الآن قرابة العشرين سنة في أسواق الأدوية، ولم يحدث منه أي ضرر ولم يحدث منه أي مشكلة من المشاكل الصحية لأحدٍ من الناس، لكن ربما يزيد الوزن قليلاً لدى بعض الناس، وربما يُؤخّر القذف المنوي عند الجماع -وهذه ميزة فيه- لكن قطعًا لا يُؤثّر على ذكورية الرجل، وفي بعض الحالات خاصّة عند كبار السّن ربما يُنقص ملْح الصوديوم قليلاً، لذا نقول: الفحوصات الدورية -مثلاً مرة كل ستة أشهر أو أربعة أشهر- مهمَّة كنصيحة طبية عامَّة.

فأرجو أن تطمئن تمامًا، ولا مانع من استعمال الدواء، وكلمة (استعماله طول الحياة) هذه حقيقة لماذا نقول بهذا القدر من التشاؤم يا أخي؟ الإنسان يتغيّر ويتطور، وكذلك الأدوية، لكن نستطيع نقول مثلاً: يمكن أن تتناوله لمدة عامٍ آخر، وحقيقة: جرعة العشرة مليجرام سوف تُلائمك جدًّا كجرعة وقائية، لا تحتاج للعشرين مليجرامًا.

هذه هي إجابتي، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء.

الأوميجا 3 يقال أنه ينفع في كل شيء، ولا يضر في شيء، وهذا هو الأمر المهم، فلا مانع أبدًا من أن تتناوله، لكن لا تتناوله بجرعات كبيرة، الجرعة الصغيرة أو الوسطية تكون أفضل، وهنالك تحوط واحد، وهو: بالنسبة للذين يتناولن الأسبيرين -أو مُسيلات الدم الأخرى- يجب أن يكونوا حذرين جدًّا حين يستعملون الأوميجا 3، لأن الأوميجا 3 نفسه يُساعد على سيولة الدم، وإن كان بنسبة بسيطة جدًّا، لكن الإنسان الذي لا يتناول هذه الأدوية لا يحتاج لاتخاذ أي تحوطات.

ويا أخي الكريم: أنا أعتقد أن النوم الليلي المبكّر وممارسة الرياضة والتوازن الغذائي هي أسس لاكتمال الصحة الجسدية والنفسية -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً