الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أسترد قدرتي على الحفظ والاستيعاب؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 17 سنة، طالب علم شرعي، أحفظ القرآن الكريم كاملا، وأحفظ كثيرا من الأحاديث، مررت قبل 8 أشهر بشعور غريب، يعني فقدت التركيز، والحفظ، والاستيعاب، الأمور التي كنت قبل أفهمها الآن لا أفهمها، علما بأني مررت بصدمة نفسية قبلها، وأنا طالب علم شرعي أحب العلم كثيرا، ولكن مرضي أتعبني جدا، وكل يوم أبكي وأتأذى وأتمنى الموت، فما سبب فقدان الاستيعاب والحفظ؟ وهل يمكن أن يرجعا كما كانا؟ ساعدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

ابننا أحمد: أولاً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطيك الصحة والعافية، وأن يُرجع ذاكرتك كما كانت، ونهنئك لحفظك لكتاب الله سبحانه وتعالى، ولكثير من الأحاديث النبوية، وهذا شرفٌ عظيمٌ لك.

ونقول لك - ابننا أحمد -: إن الذاكرة - كما يقول علماء النفس - تمرُّ بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى هي: مرحلة الاكتساب، أي: اكتساب المعلومة.
والمرحلة الثانية هي: مرحلة التخزين، أي: حفظ المعلومة.
والمرحلة الثالثة هي: مرحلة الاسترجاع، أي: استدعاء المعلومة واسترجاعها مرة أخرى.

ولقد ذكرتَ بأن هذا الأمر قد حدث قبل ثمانية أشهر، وذكرت أيضًا بأن هنالك حادثة أو صدمة نفسيّة مررت بها، ولكن لم توضّح هذه الحادثة، ولذلك لا يمكن أن نجزم بأن الحادثة التي حدثت هي السبب الأساسي، ولا نجزم بأن سبب استرجاع الحفظ يعود لشيءٍ آخر، ربما يكون بيولوجيًّا.

والحمد لله أنت في مقتبل عمرك، يعني: أنت لست شخصًا يمكن أن نقول يُصاب بالخرف المبكّر أو الزهايمر، وأيضًا لم تتعرّض لحادث أو ضربة في الرأس تكون قد أثّرت على الخلايا الدماغية، وهذه هي الأشياء الواضحة؛ أن الإنسان إذا تعرّض دماغه إلى صدمة أو ضربة أثّرت على خلايا الدماغ أو الخلايا العصبية ممكن أن تتأثّر الذاكرة، لكن الحمد لله هذا لم يتم، فنقول - والله أعلم -:
الأمر ربما يكون مؤقتا بسبب العوامل النفسية التي مررت بها، لأن هذا هو المؤشر الأساسي - أو كما فهمناه من رسالتك - والمطلوب منك هو استعادة المعلومات التي اكتسبتها بالتدريب، شيئًا فشيئًا، وابدأ بمراجعة المصحف، وبما تستطيعه من الوقت والتكرار، ولا تقلق بأن حفظك قد ضاع، لأن القلق والتوتر ربما يكونا سببًا في إعاقة الاسترجاع، أي: استرجاع المعلومات المُخزّنة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك، وتعودَ ذاكرتك، وتعود كل العلوم التي اكتسبتها إلى أفضل ما كانت عليه من قبل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات