الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يصرون علي بترك الغربة، وأنا أنتظر الإقامة، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سافرت مع زوجتي إلى بلد أجنبية منذ 5 سنوات، ورزقت بطفلين، بسبب القروض التي أجبرني أهلي عليها بسبب قضية حكمت فيها ظلما لكنها استأنفت، طبعا أهلي ليسوا راضين على سفري كوني لم أحصل على إقامة، ولم أعمل منذ 5 سنوات، وزوجتي وأولادي حصلوا على الإقامة.

مصدر الرزق المساعدات الاجتماعية والجمعيات الخيرية، تعلمت في هذه الفترة الكثير من العلم الشرعي،
والدي وإخواني يصرون علي بترك هذه البلدة الغربية والرجوع إلى بلدي بين أهلي، ولكني أنتظر أن أحصل على إقامة ثم أستطيع السفر، ولا أعرف متى أحصل على إقامة على أولادي وزوجتي، أخي وعدني بمساعدتي بالقرض وغيره إذا سافرت إلى بلدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضرار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، ويكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يحفظ عليك وعلى أسرتك دينكم، ويوسّع عليكم في دنياكم.

السفر إلى البلاد التي يعظم فيها الشر - كبلاد الكفر - وما فيها من الأنظمة والقوانين ولاية الرجل على أسرته - عن أبنائه وبناته - لا شك أن الإقامة في هذه البلدان خطر عظيم، ومَن لم يأمن على نفسه هذه الشرور فالواجب عليه أن يُغادر هذه البلاد ويرجع إلى بلاد المسلمين، والرزق سيجعل الله تعالى له فرجًا ومخرجًا، كما قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، والحفاظ على الدّين يأتي في أول الضرورات التي جاءت الشريعة للحفاظ عليها.

فإذا كان والدُك وإخوانك ينظرون إلى المسألة من هذا الباب، ويعدونك بأنه سيُعينونك ويُساعدونك للتغلب على ظروفك، ولو بنوع مشقة وضيق؛ فإذا كان الأمر هكذا فالواجب عليك أن تسافر وتأخذ أسرتك أيضًا.

أمَّا إذا كنتم في مأمنٍ على دينكم وكان العود إلى بلادكم فيه مشقة عليكم لعدم وجود النفقة التي تحتاجونها، فلن تجدها إلَّا باقتراض، فنصيحتُنا لك أن تسعى جاهدًا لإقناع والدك بإمهالك في الزيارة ومسامحتك، وهذا أمرٌ سهلٌ يسيرٌ إن شاء الله، فإن ذكرك لأحوالك وأوضاعك، وأحوالك إذا رجعت إلى بلدك، وما ستعانيه من عدم النفقة، وغير ذلك من المضايق التي تتوقعها؛ نظنُّ أن الوالد فيه من الرحمة ما يدعوه إلى أن يُقدّر أحوالك، فالكلمة الطيبة مفتاح للقلوب - أيها الحبيب -.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن ييسر لك الخير، ويُقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً