الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أبني شخصية قوية كشاب مسلم؟

السؤال

السلام عليكم

عشت ـ والحمد لله ـ أياماً رائعة رفقة صديق لي، إلا أنه عندما ترك الدراسة بينما أنا لا زلت أدرس، أرجو أن تدعو أن ينير الله لي طريق العلم.

ابتعدت المسافة بيننا وكل ما أتذكر هذا أشعر وكأني أودع الأيام الجميلة، وأسقط رهين الحزن، لدرجة أسأل نفسي لماذا أنا متعلق بتلك الذكريات القديمة مع ذلك الصديق الذي تغيرت شخصيته ونمطه الذي لا يروقني كثيراً، لمصاحبته لأشخاص آخرين، وهم على أخلاق غير التي أحبذها.

كيف أتخلص من هذه الذكريات القديمة؟ وكيف أبني شخصية قوية كشاب مسلم؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أخي عبد الرشيد، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك في دراستك، وأن يوفقك للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يرضيك به عز وجل ويرضى عنك، وبخصوصِ ما تفضلت بالسؤال عنه فأجيبك من خلال الأمور الآتية:

- بداية أنصحك -أخي الحبيب- بأن يكون قلبك متعلِّقًا بالله تعالى وحده، فإن حب الله هي قاعدة كل حب، ومن محبة الله تكون محبة غيره من عباده الصالحين وأهل الخير والطاعة، فيكون المقياس في محبة الإنسان لأخيه هو "قدر قربه من الله وطاعته له"، فهو حب قائم على التواصي بالخير والتواصي بالطاعة والصبر عليها. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم: ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه".

- اعلم أخي يا رعاك الله، أنه ما من محبوب لك إلا وأنت مفارقه، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك مَيِّت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، ...".

عاطفة الحب التي أوجدها الله تبارك وتعالى عند الإنسان، ينبغي أن تضبط بقواعد الشرع وضوابطه، وعلى الإنسان أن يهيئ نفسه على فِرَاق أحب أحبابه إليه في أي لحظة، وأن يعمل على تقبل هذا الأمر، ويقنع نفسه به.

- إذا ما كانت العَلاقة على هذا النحو المنضبط بضابط الشرع، فإن أي فِرَاق لا بد عنده من الشعور بالحزن والألم، وهذا الشعور هو أمر طبيعي فطري جعله في قلب الإنسان، فقد حزن يعقوب عليه السلام على ابنه يُوسُف، وحزن النبي صلى الله عليه وسلم على زوجته خديجة وعلى عمه أبي طالب وعمه حمزة بن عبد المطلب.

- عدد صداقاتك بأن يكون لك عدد كبير من الأصدقاء، فتتوزع هذه العواطف بينهم، حتى لا تتأثر بذهاب واحد منهم أو بموته، وأنشئ معهم علاقات إيجابية مليئة بالخير والتعاون على المعروف والتقوى والطاعة.

- بقاء الذكريات أمر طبيعي، ولكن المهم ألا تقعدك عن العمل وتبقى أسير تلك الذكريات والتأوهات، ولا تضخم منها وتعطها فوق حجمها الطبيعي. واجعل الاهتمام بما ينفعك هو الأمر الأول.

- اقطع باب الوساوس والتفكير، لأنها من خطوات الشيطان ليحزن العبد، ابتعد عن العزلة أو الانفراد بنفسك حتى لا تقع أسير التفكير، اشغل أوقات فراغك.

- اجعل من ضمن برنامجك بعض الأنشطة الأخرى كالرياضة، الأعمال التطوعية، البرامج الاجتماعية.

- احرص على بناء الشخصية المسلمة القوية؛ لأنه غالباً الشخصيات الحساسة هي التي تقع في شراك التعلق؛ فاحرص على إعطاء نفسك قيمتها وعزتها واستقلالها.

- الإكثار من دعاء الله عز وجل ودوام الاعتصام به واللجوء إليه والاستعانة والاستغاثة به تبارك وتعالى.
-أسأل الله أن يحفظك ويصلح لك حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً