الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخيالات والوساوس المتعبة؟

السؤال

السلام عليكم.
بداية طيبة وبعد، أحب أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع الكريم، وخاصة الدكتور محمد عبدالعليم، أما بعد:

أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، فمنذ أكثر من ستة أشهر أصابتني حالة غريبة، وهي حزن، واكتئاب دون سبب واضح، رغم أني -والحمد لله- لا يوجد عندي ما يسبب ذلك، فأنا كنت محافظا على الصلاة محبا لها، وكذلك دراستي، ولكن أدركت فيما بعد -عندما ركزت على أفكاري جيدا- وجدت أن هناك تخيلات متعبة وكثيرا ما تكون جنسية تتصدر خيالي بشكل متكرر، دون قدرة على التحكم فيها، فلم يكن لي سوى أن أستسلم لها وأخاف منها.

بالإضافة إلى حالة غريبة، وهي ضعف إدراك الواقع جيدا، ولكن فيما بعد، وبعد الاطلاع على استشاراتكم المفيدة -أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم- علمت أنها مجرد وساوس أو خيالات متكررة، واستعملت معها طريقة التحقير والتنفير وصرف الانتباه لفترة منذ شهر تقريبا، ولكنها تجدي أحيانا وأتغلب عليها، وأحيانا أخرى تفرض هذه الخيالات نفسها علي وتكون متشابكة، كلما تخلصت من واحدة وطبقت عليها الخطوات ظهرت أخرى، بالإضافة إلى أني الآن في حالة ضغط بسبب قرب امتحانات الثانوية، ولا أستطيع التركيز في دراستي، وأنا في حالة صعبة.

أرجوكم ساعدوني أكرمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك دوام الصحة والعافية.

الحمد لله أنك تأكدت بأن ما تعاني منه هو عبارة عن وساوس فكرية، وأنها ليست حقيقية، وأنك استخدمت أساليب وطرقا للتعامل معها، التجاهل والتحقير، ولكن كما ذكرت أحياناً تكون هذه الطرق مجدية وأحياناً لا، وهذا دليل على قوة وحدة هذه الوساوس، ونقول لك: استمر في مواجهتها بهذه الأساليب، وإن شاء الله ستتغلب عليها يوماً ما.

فالوساوس عبارة عن أفكار قهرية اقتحامية، ليس لها منطق، وتكون مرفوضة من قبل الشخص، لأنها لا تتفق مع اعتقاداته وقيمه، وبالتالي تحدث القلق والتوتر، والتركيز عليها يقويها ويجبر الشخص في التفكير في العواقب غير المرغوب فيها، مثل أن يحقر نفسه أو يقلل من شأنها، ولذلك يحاول صدها ودفعها حتى لا تحدث الألم النفسي، فتحدث عملية التجنب، ويعيش الفرد في دائرة مفرغة، تبدأ بالفكرة الوسواسية ثم القلق والتوتر ثم سلوكيات التجنب، وأحياناً تتكرر أفعال معينة تسمى سلوكيات الأمان، وهي التي تحدث الارتياح المؤقت، ثم ظهور الفكرة من جديد وهكذا، يظل الإنسان في دائرة مغلقة.

ونقول لك من البداية: المهم عدم فتح حوار مع مثل هذه الأفكار، والنظر إليها بأنها مجرد فكرة غير حقيقية، وليس هناك أي دليل على أنها ستصبح حقيقة أو واقعاً ملموساً، وليس كل ما نفكر فيه سيصبح حقيقة، لذا حاول تشتيت الفكرة والانشغال بما هو مفيد ومصلح بالنسبة لك، وإذا ضغطت هذه الفكرة حاول أن تستخدم طرقا لتشتيتها أو لإبعادها من مركز الانتباه، مثلاً يمكن أن تستخدم العد العكسي، أي تحسب أو تعد من الرقم 100 إلى 1، ويمكن أن تصعب ذلك تدريجياً بأن تنقص 2 أو 3 من 100 ثم تنزل تنازلياً إلى الرقم 1، وهذا يساعدك في أنك ستنتبه إلى طريقة العد، وبالتالي ستنتقل الأفكار الوسواسية من مركز الانتباه تلقائياً إلى دائرة اللاانتباه أو دائرة الانتباه الجزئي، وستضعف بالتدريج كلما فكرت في شيء مهم يتطلب التركيز والانتباه، فهذه وسيلة يمكن استخدامها بالإضافة إلى الطرق التي كنت تستخدمها في صد هذه الفكرة الوسواسية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً