الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح الكرب والحزن كالظل يرافقني، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم

كيف الانفكاك من ضيق الصدر وحادثة الحزن والكرب والوقاية منه، واستبدالها بالفرح والسعادة والسرور؟ فقد أصبح الكرب والحزن كالظل يرافقني، فهل للصبر آثار جانبية -خصوصا النفسية-؟ وإن وجد ماذا يفعل المسلم في هذه الحالة؟

وجزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سراج حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على سؤالكم، وتواصلكم.

شرح الصدر من الأمور التي يبحث عنها كل إنسان في هذه الحياة، لكن البعض قد يوفق إليها، والبعض لا يوفق، والهداية بيد الله تعالى، ولا تطلب إلا منه، لذلك نحن نسأله الداية يوميا في صلاتنا: (اهدنا الصراط المستقيم).

وقد أنزل الله في القرآن سورة كاملة اسمها سورة الشرح: ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ ۝ وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ ۝ ٱلَّذِیۤ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ ۝ وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ۝ فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا ۝ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرا ۝ فإذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ۝ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ۝﴾ [الشرح ١-٨]
نشرح لك صدرك: أي بالنبوة، وبشقه وتطهيره وملئه إيمانا وحكمة.

ووضعنا عنك وزرك: أي حططنا عنك ما سلف من تبعات أيام الجاهلية قبل نبوتك.

الذي أنقض ظهرك: أي الذي أثقل ظهرك حيث كان يشعر ﷺ بثقل السنين التي عاشها قبل النبوة لم يعبد فيها الله تعالى بفعل محابه وترك مكارهه لعدم علمه بذلك.

ورفعنا لك ذكرك: أي أعليناه فأصبحت تذكر معي في الآذان والإقامة والتشهد.

فإن مع العسر يسرا: أي مع الشدة سهولة.

فإذا فرغت: أي من الصلاة.

فانصب: أي اتعب في الدعاء.

وإلى ربك فارغب: أي فاضرع إليه راغبا فيما عنده من الخيرات والبركات. (انتهى من تفسير الجزائري).

فهذه السورة اشتملت على الداء والدواء، فالداء: هو ضيق الصدر، وثقل وزر الذنوب الذي يقصم ظهر صاحبه، وأما الدواء فهو الرغبة إلى الله تعالى والإقبال عليه بالطاعات والصلوات والدعوات، ولن يعرف الإنسان فائدة هذا الدواء إلى إذا جربه عمليا بالحفاظ على الصلة جمعة في المسجد، ومصاحبة الأخيار، والابتهال إلى الله تعالى بالليل والنهار.

فإن لم يفد معك هذه الطريقة، فالجأ إلى حكيم أو ناصح تبث له شكواك، أو اذهب إلى أخصائي نفسي يساعدك في تقييم وضعك، فربما مررت ببعض الصدمات التي تحتاج لعلاج نفسي.

ولمزيد من الاطلاع يمكنك مراجعة نص كلام ابن قيم الجوزية حول أسباب شرح الصدر في الفتوى رقم 175667.

نسأل الله أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً