الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تذهب لدجالة، وتفتري على أهلي، فهل أطلقها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

تزوجت منذ 45 يوما فقط، وتعاملت مع زوجتي بأدب واحترام ومودة ويشهد الله علي بذلك، وزوجتي في الجامعة، طلبت مني أن تذهب الجامعة لتشتري الكتب الجامعية، فأذنت لها، ولكن اكتشفت منذ وقت قصير أنها تحدث دجالة عن كل أخبار الزواج، بل وذهبت عندها عندما ذهبت الجامعة، وكانت معرفتي عن طريق هاتفها الذي يسجل المكالمات، فلما سمعت المكالمات صعقت من هذا، لأنها تنطوي على إفشاء الأسرار، وإهانة لي ولأمي وكل أفراد أسرتي، رغم أنه لم يمر على الزواج أكثر من 45 يوما، بدون أي سبب ولا أعلم ما هو سبب هذه الكراهية تجاه أسرتي!

تحفظت على المكالمات المسجلة على هاتفها، وأخذتها إلى والدها بكل احترام حتى أشكو إليه ما حدث من ابنته، إلا أنه طلب مني أن أمسح هذه المكالمات، وكان رده أن ابنته لم تخطئ، فقررت أن أطلقها حيث تستحيل الحياة مع كم الإهانات التي سمعتها بالكذب والافتراء، ولم يصدر أي شيء حتى يحدث ذلك من الأساس، حيث أني بمجرد أن فكرت أن أطلقها سمعت أن أمها سوف تعمل سحرا لي ولأفراد أسرتي.

هل الطلاق هنا هو أنسب حل؟ لا سيما وأنها حامل، ولم أعد أستطيع تحمل أمر إهانتي وإهانة أهلي، والذهاب عند دجالة، وعدم وجود من أشكو إليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

أخي الكريم: الحديث عن الأنسب: هل الفراق أم الوفاق، يعتمد على عدة عناصر، وهي كالتالي:
أولا: اعتراف الزوجة بالخطأ في حديثها مع الدجالة، وإفشاء تلك الإسرار، مع إقرار بعدم العودة إليه.
ثانيا: وجود مساحة عفو عندك ولو على الحد الأدنى بحيث تتقبل وجودها في البيت، وتجتهد في نسيان ما حدث، وتبدأ الحياة المستقرة.

ويمكنك أن تتجاوز البعد النفسي للإهانة بعدة أمور منها:
- تفهم حال الزوجة وأنها حديثة عهد بزواج، ولا يخفى عليكم أن السنة الأولى من الزواج هي الأشق والأصعب، لأن كلا الطرفين لهما ثقافة مختلفة عن الآخر، فما يرى أحدهما عيبا قد لا يراه الآخر كذلك، ونحن نقول: إذا كان الأخوة في البيت الواحد تختلف منطلقاتهم الفكرية فكيف ببيئتين مختلفتين.

- هي لم تقصد الإهانة لك أو لغيرك، وما كانت تعلم أن هذا الكلام ستسمعه، وإنما كانت تتحدث لهذه الدجالة لتجد حلا لما ظنته مشكلة لها، وهذا يعني حرصها على بيتها، لكنها أخطأت حيث أرادت الإصلاح.

ثالثا: وقوف والدها بجوارها -رغم أنه أمر متفهم لنا- إلا أن السؤال: هل الوقوف عن اعتقاد في الدجل وأهله؟ أم وقوف أب يرى ابنته مهضومة الحق مسلوبة الإرادة، فقام معها؟ الأولى تحتاج إلى مراجعة عقدية، والأخيرة أمر متفهم وتجاوزه يسير.

وعليه فإذا تم الاعتراف منها بالخطأ، والتفهم منك والقبول، فإننا ننصحك الزواج وعدم الانجرار إلى الطلاق.

أما إذا أصرت المرأة على التعامل مع الدجالة، وعلمت قطعا أن السحر وسيلتهم في ذلك، ولم تجد مساحة في قلبك لتجاوز هذه المرحلة، ولا قبولا نفسيا لها، فإننا ننصحك بما يلي:
1- عرض الأمر على أحد العلماء الصالحين في بلدك، ممن يعرفك ويعرفهم للتدخل.
2- الرد على ما كانت تعتقده فيك أو في أهلك من خطأ بأسلوب طيب، ويمكنك تسجيل ذلك لها برسالة صوتية، أو كتابة، وإنما نفعل ذلك حتى ينصرف عنها الشبهه التي كانت تخاف منها.
3- عدم اتخاذ أي رد فعل سلبي تجاههم حتى يجيبك المصلح أو يبدأوا هم.
4- إذا لم تجد استجابة وكان رأي المصلح أنهم على حالهم فلا شك أن الطلاق ساعتها يكون هو الخيار الذي لم نكن نرغب فيه.

وأخيرا: حصن نفسك بالأذكار صباح مساء، وثق أنك في حصن حصين منهم، ولا تخبر أهلك بالإساءة إليهم من طرفها تجنبا لأي مشاكل قد تتسع، وعليك بالدعاء أخي، فلا شقاء مع داعٍ توكّل على الله في حياته.

سدد الله أمرك، وشرح صدرك، وأعانك على الحق، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات