الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني يومياً أفكار وأوهام وخواطر في الطلاق.. كيف أتخلص منها؟

السؤال

تراودني يومياً أفكار وأوهام وخواطر، وأحس بشيء يتكلم بعقلي ونفسي بموضوع الطلاق والعياذ بالله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، نسأل الله أن يملأ نفسك أمنًا وطمأنينةً، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلم أنه لا عبرة لهذه الأوهام والأفكار والخواطر في مثل هذا الموضوع؛ لأن هذه الحالة ما هي إلَّا امتداد للوساوس التي تعتري الإنسان، فتعوذ بالله من شيطانٍ لا يريد لنا الاستقرار ولا الاستمرار ولا السعادة في حياتنا الزوجية، فالشيطان ينصب عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، ويأتيه مَن يقول من جنوده: ما زلتُ به حتى فعل كذا وكذا، فيقول: لم تفعل شيئًا، يُوشكُ أن يتوب فيتوب الله عليه، حتى يأتيه من يقول: ما زلتُ به حتى طلّق زوجته.

والطلاق لا يحدث بمثل هذه الأوهام والأفكار والخواطر؛ لأن الطلاق نية وتصميم وعمل، وكلُّ ذلك لا يتوفر، فعليه: ننصحك بما يلي:

أولاً: الدعاء والتوجّه إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيًا: التعوذ بالله من الشيطان.
ثالثًا: المحافظة على أذكار المساء والصباح، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك.
رابعًا: إهمال هذه الأوهام والخواطر والأفكار التي لا وزن لها، وهي لا عبرة بها من الناحية الشرعية، وعليك أن تبدأ بالمدافعة من البداية، كما قال ابن القيم: دافع الخاطرة قبل أن تتحول إلى فكرة، ودافع الفكرة قبل أن تتحول إلى همٍّ، ودافع الهمِّ قبل أن يتحول إلى إرادة، ودافع الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل.

ومن لطف الله بنا أنه لا يُحاسبنا على مثل هذه الخواطر والأوهام والأشياء التي يحس بها الإنسان، يأتيه الشيطان يقول: (عقلك يتكلّم، نفسك تتكلّم)، هذه المواضيع لا وزن لها، ولذلك زوجتك على خير، وهي معك، فتعوذ بالله من شر هذه الوساوس، وعليك أن تتعوذ بالله من الشيطان حين حضورها، أن تذكر الرحمن، أن تنتهي، بمعنى أنك تقطع تواتر الأفكار، وتشتغل بغيرها من معالي الأمور، ثم بعد ذلك تحمد الله الذي جعل كيد الشيطان في الوسوسة، (الحمد لله الذي ردّ كيده إلى الوسوسة).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في الموقع، ونؤكد لك أن سد هذا الباب بالإهمال والتطنيش، ممَّا يصرف عنك الشيطان، وقد يأتيك في أبواب أخرى، ولكن يظل التطنيش والإهمال لمثل هذه الأفكار والأوهام والخواطر هو أبرز الحلول، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً