الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الاستيقاظ باكرًا مع الشعور بثقل في الجسم، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استيقظت باكرا عن المعتاد رغم عدم النوم باكرا، كأنني نمت كثيرا نشيط العقل، لكنني أشعر بثقل في جسمي، قلت في نفسي: أنا أموت، أو هي نوبات هلع؛ لأنها حدثت معي من قبل، ما سبب ذلك؟ رغم أنني أعاني من القولون العصبي، وأحيانا الخوف والأرق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أخي الكريم- على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

أخي: هذا الاضطراب المتقطع في النوم له أسباب كثيرة، أو قد لا يكون له أي سبب، لأنه جزء من حياة الناس في بعض الأحيان، لكن القلق قد يكون سببًا، كثرة التفكير، تداخل الأفكار، الإجهاد الجسدي، الإجهاد النفسي، الإكثار من تناول الكافيين مثلاً في ذاك اليوم، هذه كلها قد تُؤدي إلى هذا النوع من الاضطراب، لكن لا علاقة له حقيقة بموضوع نوبات الهلع، أو ما ذكرته حول الموت.

فيظهر أنه لديك قلق، وهذا يجب أن تُعالجه من خلال توظيف طاقاتك النفسية بصورة أفضل، وذلك من خلال حُسن إدارة الوقت، والبحث عن عمل، وأن تُحسن إدارة وقتك، أن تتواصل اجتماعيًّا، أن تتجنب النوم النهاري، وطبعًا ممارسة الرياضة، وشيء من تمارين الاسترخاء، مثل تمارين الشهيق والزفير المتدرج، علمًا بأنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

فيا أخي: هذه كلها ذات فائدة عظيمة لك.

وجود القولون العصبي دليل على وجود القلق، وحقيقة يجب أن نسميه (القولون العُصابي) يعني: سببه القلق، لكن شاع بين الناس أن اسمه (القولون العصبي).

طبعًا الخوف دائمًا مرتبط بالقلق، فهو رديفه.

أخي: حتى نطمئنّ عليك أكثر يمكن أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا لعلاج التوترات النفسية الداخلية التي تُؤدي إلى اضطراب القولون العصبي أو العُصابي، وفي بعض الأحيان اضطراب النوم، هنالك عقار يُسمَّى (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سولبرايد) سيكون مفيدًا جدًّا لك، خاصة أنه بسيط، وجيد، وغير إدماني.

أنت محتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة في الصباح يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

ويا -أخي الكريم-: دائمًا تثبيت وقت النوم مهم، يجب ألَّا يكون هنالك تذبذب أو تأرجح، أو اختلاف في المواعيد التي يأوي فيها الإنسان إلى فراشه، وتجنب تناول الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً مهمٌّ جدًّا، وأن تكون وجبة العشاء أيضًا خفيفة ومبكّرة، ونحرص دائمًا على أذكار النوم، هذه مهمّة جدًّا، وهذه هي الوسائل التي تُؤدي إلى تحسين النوم وإزالة القلق والخوف والتوترات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً