الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل بزوجتي هل أطلقها أم أصبر عليها؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي غاضبة مني وفي بيت أمها، خرجت من دون علمي منذ 4 أشهر، وأخذت من أثاث البيت ومن أغراضي الشخصية.

وعندما أرسلت أشخاصا من طرفي للصلح تم الرفض من قبل أبيها، ولي منها 3 أبناء، ولم أستطع مشاهدتهم إلا عن طريق المحكمة، فهل أتزوج عليها؟

علما بأنني لا أريد الطلاق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها الابن الكريم والأخ الفاضل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب، وأن يجمع بينك وبين زوجتك وأطفالك على الخير.

وندعوك أولاً إلى اللجوء إلى الله تبارك وتعالى والاستعانة به والتوكل عليه، واعلم أن قلب الزوجة وقلب والدها وقلوب العباد جميعاً بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.

ثانياً: نوصيك بالاستمرار في المحاولات والتوجه إلى رب الأرض والسماوات وإدخال أصحاب الوجهات الذين يمكن أن يؤثروا.

ثالثاً: ندعوك إلى الاستمرار في الاهتمام بأطفالك، لا تقصر أبداً في الإنفاق عليهم وعليها، فإن صنائع المعروف لها تأثير كبير وتستعطف الناس، الإحسان يستعطف الناس ويجعلهم يغيروا رأيهم، وأمام الإحسان يلين كل قلب قاس ويذهب عناد كل معاند.

رابعاً: نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال بالطلاق ولا نؤيد فكرة الاستعجال بالزواج عليها، واعلم أن المرأة إذا أرادت أن تعود في مثل هذه الأحوال قد تكون محكومة بمراسيم اجتماعية، وبخوف من والدها، وبرغبة في عدم كسر كلمة الوالد كما يقال، ولكن كل ذلك الوقت جزء من علاجه، كما أن للوسطاء من العقلاء والفضلاء من أهلك أو أهلها المحارم أرجو أن يكون لهم دور كبير في السعي في الإصلاح والخير.

نكرر لك الشكر على هذا الاهتمام، ونحيي رغبتك في عدم استعجال الطلاق ولهذه الحكمة العظيمة ولأن الرجال أعقل ولا يقدموا العاطفة كان من حكمة هذه الشريعة ومن أسرارها العظيمة أن أمر الطلاق بيد الرجل، ولذلك أرجو أن تحسن استخدام هذا الحق، ونتمنى أن لا تحتاج إلى الطلاق لأن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، نحن قطعاً لا نؤيد الزوجة فيما ذهبت إليه، وهي أيضاً ستندم من أجل هذا التصرف لأن المشاكل إذا خرجت من البيت تتعقد، ويتدخل أطراف أخرى فتتعقد المسألة، لكن أرجو أيضاً أن تلتمس لها الأعذار فمجتمعاتنا لا تقبل أن تخرج المرأة أيضاً عناداً لوالدها وتعود لزوجها فالمسألة تحتاج منك إلى صبر وحكمة، واجعل هدفك أن تعود الزوجة، لا تدخل في معارك جانبية مع والدها أو مع أهلها، واجعل همك الأكبر أن تعود الزوجة، فإذا عادت الزوجة إلى البيت فاكتب لنا بسبب المشكلة حتى نضع معكم التفاصيل ونعيد المشكلة إلى المربع الأول وعندها سيسهل الحل بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه، وأيضاً أخذ الأسباب ومنها التواصل مع المواقع المختصة والمختصين في القضايا الأسرية.

نكرر الترحيب في الموقع ونكرر لك الشكر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد الزوجة وأهلها إلى الصواب والخير، وأن يردها إلى بيتها وأن يسعدكم مع أطفالكم، وأن يجعل التعاون على البر والتقوى هو منهاج الذي يسود في بيتك وأسرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً