الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سكت عن إهانة زميل لي في الماضي، وأصبحت ألوم نفسي على ذلك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أردت أن تنصحني بخصوص موقف حدث معي في الماضي، عندما كنت أدرس في معهد قام شخص يدرس معي بإهانتي لفظيا ويستصغرني أمام الناس، ولكنني تجاهلته، كل هذا بسبب فتاة كانت تريد أن تقيم علاقة معي، وأنا والله لم أعر هذه الفتاة أي اهتمام، مع مرور الزمن اكتشفت أنني أصبحت أتضايق من نفسي وأقول ليتني لم أسكت على هذه الإهانة، لم أعد أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا.

ما حصل من موقف معك بخصوص التنمر والإهانة اللفظية بسبب ما فهم منه أنك أردت أن تقيم علاقة مع بنت، رغم إنك لم تكن تقصد إقامة هذه العلاقة بلا شك هو أمر صادم، ويضغط عليك نفسيا طوال هذه السنين، ولكن مع ذلك فهذا لا يعني نهاية العالم، ولا أنك لن تستطيع أن تجتاز هذه الأزمة، الموضوع يحتاج منك إلى شيء من إعادة التفكير والتبصر والتصبر، فلو اعتبرنا ما حصل لك هو نوع من سوء الظن من ذلك الشخص فأنت مأجور في هذه الحالة على ما أصابك، وعدم ردك عليه في تلك اللحظة قد لا يكون ضعفا منك -بالضرورة- بل قد يكون حكمة وحلما منك، لأن الحكمة هي أن يقول الشخص في موضع يصلح القول فيه، ويسكت في موضع يحسن السكوت فيه، وهذا لا يعني أنك ضعيف أو عاجز!

بل أرشد النبي ﷺ إلى أن القوة الحقيقية هي القوة النفسية وليست القوة العضلية، فقد جاء من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: (ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه.

لذلك لا داعي للتوقف كثيرا عند هذه الحادثة، وعليك أن تعتبرها تجربة تستفيد منها مستقبلا، وليست إخفاقا أو فشلا نتوقف عنده لننصب سرادقات الحزن والعزاء على ما أصابنا!

ولنتذكر دوما أن ما يصيبنا هو خير لنا على كل حال، فعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ) رواه مسلم.

إذا استمرت معك هذه الذكريات، فقد تكون بحاجة لزيارة الأختصاصي النفسي، الذي سوف يقوم بعملية تقييم لوضعك، وعلاج هذه الذكريات المؤلمة.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً